جيران العرب

احتجاجات عنيفة ومحاولة اقتحام مطار دار السلام بعد انتخابات مثيرة للجدل في تنزانيا

الخميس 30 أكتوبر 2025 - 10:23 م
هايدي سيد
الأمصار

شهدت جمهورية تنزانيا، مساء الخميس، موجة احتجاجات واسعة رافقها توتر أمني غير مسبوق، عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات العامة التي أثارت جدلاً واسعاً وسط اتهامات بتزوير النتائج واستبعاد أبرز المرشحين المعارضين من المنافسة.

ووفقاً لشهود عيان نقلت عنهم وكالة رويترز، حاولت مجموعات من المحتجين الغاضبين اقتحام مطار جولياس نيريري الدولي في العاصمة دار السلام، في محاولة لمنع مغادرة بعض الشخصيات السياسية البلاد، بينما أغلقت الحشود الطرق المؤدية إلى المطار مرددة شعارات مثل «استرجعوا الوطن» و*«أوقفوا التزوير»*. وشهدت المدينة حالة من الشلل التام، حيث تم تعطيل حركة المرور في عدد من الشوارع الحيوية.

من جانبها، أصدرت السفارة الأمريكية في تنزانيا بياناً أكدت فيه أن “الطرق الرئيسية، بما فيها الطريق المؤدي إلى المطار، أُغلقت مؤقتاً بسبب التوترات الأمنية”، ناصحةً رعاياها بالبقاء في أماكن إقامتهم وتجنب التنقل غير الضروري حتى استقرار الأوضاع.

إجراءات أمنية مشددة وردّ عنيف من الشرطة
واستخدمت قوات الأمن التنزانية الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين، فيما أعلنت السلطات فرض حظر تجوّل شامل في العاصمة يبدأ من الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي. وأوضحت الشرطة أن انتشار الجيش وإغلاق المطار يندرجان ضمن “إجراءات احترازية لضمان الأمن والنظام العام”، بينما اعتبر المحتجون أن ذلك يشكّل تصعيداً سياسياً ومحاولة جديدة لـ“ترسيخ قبضة السلطة على الدولة”.

انتخابات مثيرة للجدل وأزمة متصاعدة
تأتي هذه الأحداث في أعقاب انتخابات عامة وُصفت بأنها الأكثر إثارة للجدل منذ عقود، وسط اتهامات للحكومة بإقصاء المعارضة وإضعاف التعددية السياسية. ويرى مراقبون أن تنزانيا، التي كانت تُعد واحدة من أكثر دول شرق أفريقيا استقراراً، تمرّ اليوم بمرحلة حرجة تهدد توازنها السياسي والاجتماعي.

تحولات محتملة في المشهد السياسي التنزاني
ويرى محللون أن محاولة اقتحام المطار تعبّر عن ذروة الغضب الشعبي، وقد تمثل بداية تحوّل سياسي أوسع في البلاد. ويشير آخرون إلى أن الحكومة تواجه الآن تحدياً مزدوجاً يتمثل في الحفاظ على الأمن الداخلي من جهة، وإعادة بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة من جهة أخرى، في وقتٍ تتصاعد فيه المطالب بإصلاحات سياسية جذرية تضمن الشفافية والمساءلة.

بهذه التطورات، تدخل تنزانيا مرحلة حساسة قد تحدد مستقبلها السياسي، وسط ترقّب داخلي ودولي لما ستسفر عنه الأيام المقبلة من خطوات لاحتواء الأزمة أو تفاقمها.