 
 
 
يشهد قطاع إدارة الأصول في السعودية توسعاً لافتاً، مع تأسيس 12 شركة عالمية رائدة به عملياتها في المملكة، في وقت ارتفعت فيه الأصول المُدارة إلى أكثر من 1.1 تريليون ريال، بحسب يزيد الحميد نائب محافظ الصندوق السيادي السعودي.
قال الحميد، الذي يشغل أيضا منصب رئيس إدارة استثمارات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصندوق الاستثمارات العامة، في كلمة بمنتدى الصندوق لإدارة الأصول، والذي أُقيم على هامش مبادرة مستقبل الاستثمار السعودية في نسختها التاسعة (FII9) المنعقدة في الرياض، إن السعودية رسخت مكانتها كمركز جذب لمديري الأصول العالميين، مشيراً إلى أن الخبراء الدوليين لتلك الشركات باتوا يعملون حالياً من داخل المملكة، ويساهمون في نقل المعرفة وتطوير الكفاءات السعودية في أنشطة القطاع.
يأتي ذلك في ظل نظرة متفائلة حيال نمو القطاع مستقبلاً، في ظل توقعات بأن يصل حجمه إلى ما يزيد عن 500 مليار دولار (1.8 تريليون ريال) بحلول نهاية 2030، بدعم من 3 عوامل أساسية تتمثل في المبادرات التي تنفذها الجهات التنظيمية، واستمرار زيادة حجم الإصدارات في أسواق الدين والأسهم، وتنامي إتاحة أدوات استثمارية مثل صناديق المؤشرات وصناديق الاستثمار العقاري، بحسب تقرير حديث صادر عن وكالة "ستاندرد أند بورز".
4 أولويات لصندوق الاستثمارات العامة
وأوضح الحميد، أن هذا التوسع يأتي ضمن جهود الصندوق في تحفيز التحول في القطاعات المالية عبر أربع أولويات استراتيجية تشمل: ابتكار المنتجات المالية، وتنمية المديرين الناشئين، واستقطاب اللاعبين العالميين، وتنمية المواهب المحلية.
وأضاف أن الصندوق يعمل على ابتكار استراتيجيات جديدة عبر فئات متعددة من الأصول ومناطق مختلفة لتوسيع خيارات المستثمرين وتعزيز جاذبية السوق السعودية، مشيراً إلى أن المملكة استقطبت 75 مليار ريال من الاستثمار الأجنبي المباشر عبر الاستثمار في صندوق "بلاك روك" للبنية التحتية في الشرق الأوسط، المدعوم من صندوق الاستثمارات العامة، حيث جرى توظيف هذا الاستثمار في صفقة مميزة داخل المملكة، من بينها مشروع خط أنابيب أرامكو للغاز.
كانت مبادرة مستقبل الاستثمار شهدت إتمام شركة أرامكو السعودية اتفاقية استثمارية عملاقة بقيمة 11 مليار دولار بنظام استئجار وإعادة تأجير لمرافق معالجة الغاز في حقل "الجافورة"، مع ائتلاف مكوّن من مستثمرين دوليين، بقيادة صناديق تديرها "جي آي بي" التابعة لشركة "بلاك روك"، أكبر مدير أصول في العالم، بحسب بيان صحفي صادر عن أرامكو يوم الثلاثاء.
وفي إطار تطوير المنتجات الاستثمارية، كشف الحميد أن الصندوق أطلق خلال العامين الماضيين ثلاثة منتجات لصناديق مؤشرات متداولة (ETFs) في ثمانية أسواق عالمية، ضمن استراتيجيته التي تسعى إلى استقطاب مزيد من التدفقات الأجنبية إلى السوق المالية السعودية، وتوفير سهولة الوصول وخيارات متنوعة للمستثمرين من المؤسسات الأجنبية.
خلال مبادرة مستقبل الاستثمار، جرى الإعلان عن اعتزام الصندوق و"بلاك روك" إطلاق صناديق استثمار مشتركة تركز على الأسهم السعودية المُدارة وفق استراتيجيات نشطة ومنهجيات كمية، وصناديق للدخل الثابت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي ما يتعلق بتطوير المواهب، شدد الحميد على أن تنمية الكفاءات السعودية تمثل محوراً أساسياً، مؤكداً أن المملكة بحاجة إلى مزيد من الشراكات لتطوير القدرات البشرية في أعمال إدارة الأصول مستقبلاً، إذ أن امتلاك الكفاءات المناسبة أمر بالغ الأهمية للقطاع.