حوض النيل

حميدتي يقرّ بتجاوزات في الفاشر ويعلن تشكيل لجان تحقيق

الأربعاء 29 أكتوبر 2025 - 08:30 م
هايدي سيد
الأمصار

أقرّ قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بوقوع تجاوزات في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، معلناً تشكيل لجان للتحقيق في الأحداث التي شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية.

وقال دقلو، في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، إن «ما جرى في الفاشر مؤسف، لكن الحرب فرضت ذلك»، مضيفاً أن المدينة «ستكون برداً وسلاماً على أهلها» على حدّ تعبيره. 

وأكد أنه تم إصدار أوامر بالسماح الفوري بحرية حركة المدنيين في الفاشر دون أي عوائق، مشدداً على أنه سيتم التأكد من عدم وجود مدنيين بين الأسرى، والعمل على إطلاق سراحهم فوراً إذا ثبت ذلك.

وتأتي تصريحات دقلو بعد إعلان حكومة إقليم دارفور عن مقتل أكثر من 2000 شخص في مدينة الفاشر حتى الآن، وسط تدهور إنساني وأمني حاد. 

وأوضح مسؤول الإعلام في حكومة الإقليم، في حديثه لقناتي العربية والحدث، أن الإحصاءات الدقيقة لأعداد القتلى لا تزال غير معروفة بسبب انقطاع الاتصالات، مشيراً إلى أن الأرقام الفعلية «تفوق ما تم توثيقه بكثير».

كما أفاد بأن قوات الدعم السريع قتلت 700 مدني في الساعات الأولى لاقتحام المدينة، إلى جانب تصفية أكثر من 450 من المرضى والمصابين والكوادر الطبية داخل المستشفى السعودي، فضلاً عن 300 حالة اختطاف لأبناء أسر ميسورة، جرى مساومة ذويهم لدفع فدية مقابل الإفراج عنهم.

في المقابل، نفى حسب النبي محمود، عضو الهيئة القيادية في تحالف “تأسيس” الداعم لقوات الدعم السريع، وقوع مجازر في المدينة، لكنه أقرّ بتشكيل لجان تحقيق «للتأكد من أي انتهاكات محتملة».

من جانبها، أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تلقيها تقارير موثوقة عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي استهدف نساءً وفتيات أثناء الهجمات، معربة عن قلقها من «تصاعد العنف الوحشي» بعد سقوط المدينة.

وفي الوقت نفسه، كشف مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية عن أدلة مصوّرة بالأقمار الصناعية تُظهر عمليات قتل جماعية وتطهيراً عرقياً ممنهجاً، استهدفت قبائل الفور والزغاوة والبارتي.

يُذكر أن الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش والدعم السريع أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، في ما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم.