حوض النيل

الحكومة السودانية تدعو إلى تصنيف ميليشيا الدعم السريع كمنظمة إرهابية

الأربعاء 29 أكتوبر 2025 - 06:56 م
هايدي سيد
الأمصار

دعت الحكومة السودانية المجتمع الدولي إلى تصنيف ميليشيا الدعم السريع كمنظمة إرهابية، في ظل تصاعد وتيرة الانتهاكات التي ترتكبها بحق المدنيين، خصوصًا في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع.

وقال المتحدث باسم الحكومة السودانية في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، إن “الخرطوم تدعو الإعلام المحلي والدولي إلى تسليط الضوء على الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيا في الفاشر”، مضيفًا أن “قوات الدعم السريع روعت المدنيين في مدينة بارا بشمال كردفان وقتلتهم بدم بارد، وهو ما يستوجب محاسبة قادتها ومن يدعمهم سياسيًا أو عسكريًا”.

وأشار المتحدث إلى أن الحكومة تعمل على توثيق كل الانتهاكات تمهيدًا لتقديمها إلى المحاكم الدولية، مؤكداً أن ما تقوم به قوات الدعم السريع من “قتل وترويع ونهب واعتداءات على المدنيين” يمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب الملاحقة القضائية.

وفي السياق ذاته، أكدت غرفة طوارئ طويلة في غرب السودان أن المدينة تشهد تدفقًا كبيرًا للنازحين القادمين من الفاشر، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية هناك. وأوضحت الغرفة أن “النازحين يعانون من ظروف إنسانية بالغة القسوة، ونقص حاد في الغذاء والمياه وانتشار حالات سوء التغذية، لا سيما بين الأطفال والنساء”.

من جهته، قال ممثل منظمة اليونيسف في السودان إن “الوضع الإنساني في الفاشر ينذر بكارثة، حيث كان هناك أكثر من 130 ألف طفل يعيشون في المدينة، لكن لا توجد إحصاءات دقيقة حول عدد من غادروها حتى الآن”. وأكد أن “تقارير عديدة وصلت إلى المنظمة بشأن أعمال عنف وانتهاكات جسيمة ضد الأطفال”، داعيًا إلى حماية المدنيين والسماح للعائلات بالمغادرة الآمنة.

كما كشفت نائبة مفوض العون الإنساني في السودان عن “مقتل نحو 2000 مدني في الفاشر على يد قوات الدعم السريع، من بينهم نساء وأطفال”، واصفة ما يحدث بأنه “مجزرة إنسانية يجب أن يتحرك المجتمع الدولي لوقفها فورًا”.

وتأتي هذه الدعوات الحكومية في وقت تتسع فيه رقعة الصراع غرب السودان، وسط تحذيرات من انهيار كامل للوضع الإنساني إذا استمرت الاعتداءات على المدن والقرى دون تدخل عاجل من الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية.