وسط ترقب دولي، يستعد الرئيس الصيني شي جين بينج للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد ست سنوات من الغياب، في خطوة يمكن أن تؤثر على مسار العلاقات الصينية الأمريكية وتوازن القوى الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.
اللقاء المرتقب يتجاوز الملفات التجارية التقليدية ليشمل قضية تايوان، الحرب الصناعية والتكنولوجية، واستراتيجيات سلاسل الإمداد، في وقت يشير فيه الخبراء إلى أن الحوار بين القوتين العظميين قد يكون فرصة لتجنب التصعيد، لكنه لا يضمن اختراقًا جوهريًا في الخلافات المستمرة.

وسط ترقب دولي، يستعد الرئيس الصيني شي جين بينج للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة قد تؤثر على موازين القوى الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، اللقاء الذي طال انتظاره منذ ستة أعوام، لا يقتصر على الملفات التجارية، بل يشمل ملف تايوان والحرب الصناعية والتكنولوجية، وسط تقارير إعلامية متعددة تؤكد تعقيد الوضع وحساسيته.
تشير صحيفة فاينانشال تايمز إلى أن الصين بدأت استخدام قيود التصدير، خصوصًا على المعادن النادرة والمكونات الحيوية، كأداة استراتيجية لشل سلاسل التوريد الغربية وتعزيز نفوذها الصناعي، في وقت تبحث فيه واشنطن وأوروبا عن وسائل لمواجهة هذا الضغط.
القيود الصينية الأخيرة تزيد من تكاليف المصنعين غير الصينيين وتهدد بعودة نقص حاد في المغناطيسات النادرة، بينما يسعى التحالف الغربي لإجراءات غير متناظرة لتقليل الأضرار دون رد فعل سياسي أو اقتصادي مباشر على الصين.

مجلة أتلانتك الأمريكية تحذر من أن الولايات المتحدة قد تخسر حربًا طويلة ضد الصين رغم تفوقها العسكري، نظرًا لتراجع قدرتها الصناعية، خاصة في بناء السفن وتأمين سلاسل الإمداد، بينما تمتلك بكين طاقة إنتاجية ضخمة تمكنها من تحويل التفوق الصناعي إلى تفوق عسكري بسرعة.
وكالة بلومبرغ تشير إلى أن الهدوء الظاهر يخفي توترًا متصاعدًا، حيث تعكس الإجراءات المتبادلة الأخيرة ثقة زائدة للطرفين بقدرتهما على تحمل التصعيد دون معالجة جذور الخلاف حول العدالة الاقتصادية وأمن سلاسل الإمداد.
تحظى قضية تايوان بأولوية كبرى في التفاوض، حيث ترى الصين توحيد الجزيرة جزءًا من حلمها الوطني التاريخي، فيما تقلل إدارة ترامب الحالية من الدعم المباشر، مع تبني نهج حذر لتخفيف التوتر. موقع الكونفرزيشن الأسترالي يؤكد أن اللقاء لن يغير جوهر النزاع، وستظل التجارة وتايوان والعلاقة مع روسيا في صلب الأولويات.

صحيفة واشنطن بوست ترى أن استخدام بكين للتجارة كسلاح يتطلب من واشنطن وحلفائها الانتقال من ردود الأفعال إلى استراتيجية ردع جماعي، تعتمد على التضامن التجاري بين الدول الكبرى لردع أي محاولة ابتزاز صيني مستقبلاً، بما يحمي النظام التجاري العالمي.
وفق الخبير نادر رانج هوان، اللقاء المرتقب بين شي جين بينج وترامب فرصة لتجنب المواجهة وتعزيز التعاون بين البلدين، لكنه لن يحقق اختراقًا جوهريًا في النزاعات القائمة، سواء في التجارة أو التكنولوجيا أو الجغرافيا السياسية، كما شدد على أن الحوار يجب أن يكون مستمرًا لتحقيق استقرار طويل الأمد، مع مراقبة دقيقة للملفات الأكثر حساسية، مثل تايوان والحرب الصناعية والتكنولوجية.