تحت سماء «المغرب»، وفي خطوة مليئة بالفخر والاعتزاز، اجتمع أبناء «العراق» في سفارة بلادهم ليحتفلوا بالعيد الوطني العراقي الـ(93). وسط أجواء حماسية وعاطفية، كان «السفير حيدر البراك» يقف بين أبناء شعبه، رافعًا علم العراق عاليًا في سماء الرباط، ليتناغم صوت العيد مع إيقاع الذكريات العميقة، ويُذكر الجميع بتضحيات وآمال الأجيال المُتعاقبة.

وفي التفاصيل، احتفلت «سفارة جمهورية العراق لدى المملكة المغربية»، يوم الثلاثاء، بالعيد الوطني العراقي (الذكرى الـ 93 لانضمام العراق إلى عصبة الأمم المتحدة)، وذلك بحضور رفيع المستوى شمل «السيدة نعيمة بن يحيى»، وزيرة الأسرة والإدماج الاجتماعي والتضامن، مُمثلةً عن الحكومة المغربية، وعدد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية.

تأكيدًا على عُمق العلاقات والمواقف الثابتة قد أشار سعادة «السفير حيدر البراك»، في كلمته على عُمق العلاقات التاريخية والأخوية بين «بغداد والرباط»، التي تعود إلى عام 1956، مُشيدًا بـ«الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في تعزيز التعاون الثنائي».

وأوضح السفير البراك، أن «العراق» اليوم هو بلد البناء والإعمار، وركيزة أساسية للأمن والاستقرار، وبيئة استثمارية واعدة، مُعربًا عن تطلعه لتعزيز التبادل الثقافي والفني بين الشعبين الشقيقين.

من جانبها، قدّمت معالي «الوزيرة نعيمة بن يحيى» تهاني الحكومة المغربية، مُؤكدة اعتزاز المغرب بالعلاقات التاريخية، ومُشيدة بـ«الإنجازات التنموية الكبيرة التي حققها العراق».

وأوضحت «بن يحيى»، أن هذا اليوم الوطني «يحمل دلالات عميقة في تجسيد الفخر بتاريخ العراق وحضارته العريقة ومسيرته في بناء دولة حديثة قائمة على الوحدة والسيادة والتنمية»، مُثمنةً الإنجازات التنموية الكبيرة التي حققها العراق في مجالات البنية التحتية والطاقة.

كما ثمنت معالي الوزيرة الموقف العراقي الداعم للمملكة، مُشددة على حرص البلدين على تنسيق المواقف وتبادل الدعم في المحافل الدولية.

واختتم الحفل بفقرات موسيقية تراثية عراقية ومغربية، جسّدت عُمق الروابط الثقافية بين البلدين.

من جهة أخرى، التقى سفير العراق في المغرب، «السيد حيدر البراك»، مع وزير النقل واللوجستيك المغربي، «السيد عبد الصمد قيوح»، في إطار جهود تعزيز العلاقات الثنائية بين بغداد والرباط وتوسيع أطر التعاون المشترك بين البلدين.

وجاء اللقاء، وفق مصادر دبلوماسية عراقية، لمناقشة أوجه التعاون في مجالات النقل المختلفة، بما يشمل النقل الجوي والملاحي والربط السككي، إضافة إلى سُبل تفعيل وتحديث الاتفاقيات المُبرمة سابقًا بين العراق والمغرب في هذا القطاع الحيوي.

وتهدف هذه المبادرات إلى تعزيز التبادل التجاري والسياحي والثقافي بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاستثماري.

وأشاد السفير البراك خلال اللقاء بالعلاقات التاريخية بين العراق والمغرب، مؤكدًا حرص بغداد على دعم المشاريع المشتركة التي تخدم مصالح الشعبين الشقيقين، بما يعزز التنمية المستدامة ويرسخ الأمن الاقتصادي الإقليمي.

كما أكد على أهمية تفعيل الاتفاقيات الحالية وتوسيعها لتشمل أحدث المجالات اللوجستية والتكنولوجية، بما يُواكب التطورات الحديثة في قطاع النقل العالمي.

من جانبه، رحّب الوزير المغربي «عبد الصمد قيوح» بالسفير البراك والوفد المرافق، مُؤكدًا استعداد الرباط لتعزيز التعاون المشترك، وتسهيل الإجراءات اللازمة لتفعيل الربط السككي والطرق البحرية والجوية بين البلدين، مُوضحًا أن تطوير هذا التعاون سيُسهم في زيادة حجم التبادل التجاري والسياحي، ويدعم التفاعل الثقافي بين الشعبين العراقي والمغربي.

ويأتي هذا اللقاء في إطار سلسلة من الأنشطة الدبلوماسية التي يقودها «السفير البراك» في المغرب، لتعزيز حضور العراق الدبلوماسي في المملكة، ودعم العلاقات الاقتصادية والسياسية، وتفعيل الاتفاقيات الثنائية بما يعود بالنفع على كلا الطرفين.
ويعتبر هذا الاجتماع خطوة مُهمة نحو فتح آفاق جديدة للتعاون الاستراتيجي بين «العراق والمغرب»، خصوصًا في المجالات الاقتصادية والنقلية التي تُمثّل حجر الأساس لتعزيز التواصل والتبادل بين البلدين.

ومع انتهاء احتفالية العيد الوطني الـ(93) في سفارة العراق بالمغرب، تُبرز أمامنا صورة مُشرفة للعلاقات الأخوية بين البلدين. فالعراق والمغرب، رغم المسافات الجغرافية بينهما، يتشاركان تاريخًا من التعاون المُستمر والاحترام المُتبادل، مما يعكس عُمق الروابط الثقافية والسياسية بين الشعبين. تحت إشراف «السفير البراك»، تُؤكّد هذه المناسبة أن المستقبل يحمل المزيد من فرص التعاون والنمو المشترك، بما يُسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة. يبقى العراق والمغرب مثالين على الصداقة التي تتجاوز الحدود، مُؤكّدين أن التضامن بين الشعوب هو الركيزة التي تبنى عليها علاقات قوية ومُستدامة.