حوض النيل

بعد أحداث الفاشر.. مصر وأمريكا تبحثان وقف الحرب في السودان

الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 - 06:51 م
هايدي سيد
الأمصار

في ظل التصعيد العسكري الأخير في مدينة الفاشر بغرب السودان وما تبعها من موجات نزوح وأزمة إنسانية متفاقمة، كثّفت مصر والولايات المتحدة الأمريكية من اتصالاتهما الدبلوماسية لبحث سبل احتواء الموقف ومنع انزلاق البلاد نحو مزيد من الفوضى.

فقد أجرى وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، أمس الإثنين، اتصالًا هاتفيًا مع مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق الأوسط والمستشار الرفيع للشئون الأفريقية، تناول تطورات الأوضاع في السودان وليبيا، في وقت تشهد فيه المنطقة اضطرابات سياسية وأمنية متلاحقة.

ووفقًا لتصريحات السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، فقد أكد الجانبان خلال الاتصال على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في السودان، مع التشديد على أهمية الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية، بما يضمن صون مقدرات شعبه وتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار.

وأشار المتحدث إلى أن الطرفين اتفقا على مواصلة التنسيق والتشاور حول الجهود الإقليمية والدولية ذات الصلة بالأزمة السودانية، مع متابعة نتائج المساعي الحالية التي تبذلها الأطراف الدولية للعودة إلى الحوار السياسي وإنهاء النزاع المستمر منذ منتصف عام 2023.

وفي سياق متصل، تطرق الاتصال إلى الأزمة الليبية، حيث شدد الجانبان على أهمية توحيد المؤسسات الليبية تمهيدًا لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، بما يحقق تطلعات الشعب الليبي في الاستقرار والتنمية، مؤكدين دعم جهود المبعوثة الأممية إلى ليبيا للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة تُنهي حالة الانقسام القائم.

وتأتي هذه التحركات ضمن جهود دبلوماسية متسارعة عقب إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وهو التطور الذي اعتبره مراقبون منعطفًا خطيرًا في مسار الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لما تمثله المدينة من موقع استراتيجي مؤثر في غرب البلاد.

ويرى محللون أن التحرك المصري الأمريكي يعكس قلقًا متزايدًا من تداعيات الأزمة السودانية على أمن واستقرار منطقة القرن الإفريقي ودول الجوار، خاصة مع استمرار تدهور الوضع الإنساني ونقص المساعدات، في وقت يواجه فيه السودان خطر الانزلاق إلى مزيد من الانقسام بعد أكثر من عام ونصف من الحرب المدمرة.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 15 مليون سوداني نزحوا من مناطق القتال منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، فيما يحتاج 30 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ما يجعل الأزمة الحالية من أكبر الكوارث الإنسانية في إفريقيا خلال العقد الأخير.