بينما تستمر «أمريكا» في مواجهتها للتحديات السياسية، عاد الجدل الأشد إثارة من جديد، مع تساؤلات حول إمكانية ترشح الرئيس «دونالد ترامب» لولاية رئاسية ثالثة. هذا الجدل الذي أثار انقسامًا حادًا داخل المجتمع الأمريكي، يضع ترامب في مواجهة مباشرة مع «الدستور الأمريكي»، الذي يُحدد بوضوح عدد الولايات الرئاسية.
ومع دعم مُتزايد من أنصاره «الجمهوريين»، يبدو أن «ترامب» وأنصاره مُستعدون لمخالفة المبادئ الدستورية من أجل تحقيق حلمه بالعودة إلى البيت الأبيض. ومع تصاعد النقاش، تُصبح الأسئلة أكثر إلحاحًا: هل يُمكن لترامب أن يُحقق فوزه الثالث؟ وهل سيظل الدستور الأمريكي حاجزًا أمام طموحات الرئيس الأمريكي الحالي؟
وعاد الجدل مُجددًا في «الولايات المتحدة» حول إمكانية ترشح الرئيس «ترامب»، لولاية رئاسية ثالثة، ما دفع أنصاره الجمهوريين إلى «تأييد الفكرة»، رغم أنها تتعارض مع الدستور الأمريكي.
وينص التعديل (الثاني والعشرون) للدستور الأمريكي على حظر ترشح أي رئيس لفترة (ثالثة على التوالي)، وتحديد عدد الولايات الرئاسية بحد أقصى (فترتين). وتكمن الصعوبة في تعديل هذا التعديل، إذ يتطلب تصويت ثلثي أعضاء الكونجرس أو موافقة ثلثي الولايات على عقد مؤتمر دستوري لاقتراح التعديلات.
وفي مارس الماضي، لم يستبعد «ترامب» إمكانية السعي للحصول على ولاية «ثالثة»، مُؤكّدًا وجود طرق بديلة لتحقيق ذلك. وأشارت شبكة «إن بي سي نيوز» إلى أن إحدى هذه البدائل تتضمن ترشح «مايك فانس» لمنصب الرئيس وترامب لمنصب نائب الرئيس، على أن يتنازل «فانس» لاحقًا عن السُلطة لصالح «ترامب».
كما نشر «ترامب» مُؤخرًا عبر منصة «تروث سوشيال» فيديو تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي، يسخر فيه من قلق «الديمقراطيين» بشأن محاولات إلغاء تحديد عدد الولايات الرئاسية، ويُظهر الفيديو غلافًا ساخرًا لمجلة «تايم» يحمل شعارات مثل «ترامب 2028» و«ترامب 2032»، ويختتم بعبارة «ترامب 4EVA».
وأعاد هذا الجدل إلى وسائل الإعلام الأمريكية تصريحات «ستيف بانون»، الحليف المُقرب لترامب، الذي صرّح مُؤخرًا بأن «ترامب» سيترشح ويفوز مرة أخرى في عام 2028، مُوضحًا «في حديثه مع صحيفة «الإيكونوميست»، أن هناك عدة بدائل قانونية لتجاوز القيود الدستورية لضمان بقاء ترامب رئيسًا.
وأكد «ترامب»، بحسب «نيوزويك»، أنه يود تولي فترة ولاية ثالثة، لكنه استبعد فكرة «الترشح لمنصب نائب الرئيس في انتخابات 2028»، مُشيرًا إلى أنه يعتقد أن الشعب الأمريكي قد لا يقبل بذلك، مما يجعل الفكرة غير مناسبة في الوقت الحالي.
في السياق نفسه، يُواصل متجر ترامب الإلكتروني بيع قبعات حمراء وقمصان تحمل شعار «ترامب 2028»، حيث بلغت سعر القبعات (50 دولارًا)، وفقًا لموقع «بوليتيكو»، في مؤشر على استمرار الترويج لمستقبله السياسي المُحتمل.
ومع تصاعد الجدل حول إمكانية ترشح الرئيس «دونالد ترامب» لولاية رئاسية ثالثة، يُبرز تساؤل كبير حول مستقبل «الدستور الأمريكي» وقدرته على حماية المبادئ التي قامت عليها الأمة. في الوقت الذي يُواصل فيه «ترامب» وأنصاره تحدي هذه المبادئ، يُصبح مستقبل النظام السياسي في الولايات المتحدة على المحك. فما بين التفسير الدستوري والضغوط الشعبية، يبدو أن المعركة حول الولاية «الثالثة» ستكون أكثر من مجرد صراع قانوني، بل ستكون اختبارًا لمدى مرونة الديمقراطية الأمريكية في مواجهة طموحات شخصية تتجاوز الحدود التقليدية. في النهاية، ستظل الإجابة على هذا الجدل حاسمة في تحديد مسار السياسة الأمريكية في السنوات المُقبلة.