دعت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الإثنين، قوات الدعم السريع في السودان إلى التوقف الفوري عن أي تصعيد عسكري جديد في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، والالتزام الصارم بمبادئ القانون الدولي الإنساني، في ظل تزايد التقارير حول تدهور الأوضاع الميدانية والإنسانية في المنطقة.
وقالت الخارجية الألمانية في بيان رسمي صدر من برلين إن على قوات الدعم السريع الامتناع عن ارتكاب أي أعمال عنف جديدة، محذّرة من تكرار ما وصفته بـ"الفظائع" التي شهدتها مدينتا الجنينة ومخيم زمزم في الفترات الماضية. وأضافت أن أي تصعيد إضافي سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد استقرار إقليم دارفور بأكمله.
وأكد البيان أن الحكومة الألمانية تتابع بقلق بالغ التطورات في الفاشر، مشيرة إلى أن استمرار القتال في المناطق السكنية يعرّض المدنيين لخطر جسيم ويعرقل وصول المساعدات الإنسانية. ودعت برلين جميع الأطراف السودانية إلى استئناف الحوار السياسي، والالتزام بالمسار السلمي الذي يُجنّب البلاد مزيدًا من الدمار والمعاناة.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت أمس الأحد، عبر بيان رسمي نُشر على منصة تليغرام، أنها تمكنت من السيطرة الكاملة على مدينة الفاشر بعد معارك عنيفة ضد الجيش السوداني، ووصفت ذلك بأنه "انتصار محوري" نظرًا للأهمية الرمزية والعسكرية والاستراتيجية للمدينة في النزاع الدائر.
في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش السوداني بشأن الوضع في المدينة، فيما تشير التقارير الميدانية إلى روايات متضاربة حول من يسيطر فعليًا على الفاشر، خاصة في ظل استمرار المواجهات المسلحة منذ أن فرضت قوات الدعم السريع حصارًا على المدينة في مايو 2024.
وفي السياق ذاته، أصدرت لجان مقاومة الفاشر، وهي مجموعة مدنية محلية، بيانًا نفت فيه سقوط المدينة بالكامل بيد الدعم السريع، مؤكدة أن المعارك لا تزال مستمرة وأن القوات الموالية للجيش «صامدة» في مواقعها.
وتأتي الدعوة الألمانية ضمن سلسلة من التحذيرات الدولية المتصاعدة بشأن تصاعد العنف في غرب السودان، وسط مخاوف من تكرار سيناريوهات النزاع الدامي الذي شهدته مناطق أخرى من إقليم دارفور خلال العام الماضي.