أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، اليوم الأحد، سيطرتها الكاملة على الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد معارك وُصفت بأنها من الأعنف منذ اندلاع الصراع بين الجانبين في أبريل 2023، بحسب ما نقلته قناة روسيا اليوم.
وذكرت قوات الدعم السريع، في بيان رسمي، أن العملية تمت بعد معارك ضارية استمرت لساعات طويلة داخل المدينة، مؤكدة أن قواتها "تمكنت من بسط السيطرة على مقر الفرقة السادسة بعد القضاء على جيوب المقاومة التابعة لما سمّته جيش الحركة الإسلامية الإرهابية وحركات الارتزاق"، وفق تعبير البيان.

وأضافت أن المعارك أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الحكومية، مشيرة إلى مقتل المئات وتدمير عدد من الآليات العسكرية والاستيلاء على عتاد ومعدات حربية.
وأكدت قوات الدعم السريع أن "تحرير الفرقة السادسة في الفاشر" يمثل محطة استراتيجية مهمة في مسار العمليات العسكرية، معتبرة إياها "خطوة نحو بناء الدولة الجديدة التي تحقق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والعدالة"، بحسب وصفها.
الفاشر.. بؤرة صراع رئيسية
تُعد مدينة الفاشر من المواقع المحورية في إقليم دارفور، حيث تتمركز فيها قوات كبيرة تابعة للجيش السوداني، وتشكّل مركزًا حيويًا لخطوط الإمداد والتموين. وقد شهدت المدينة خلال الأشهر الماضية اشتباكات متكررة بين الجيش والدعم السريع، وسط تحذيرات أممية من تداعيات إنسانية خطيرة.
ولم يصدر عن الجيش السوداني حتى الآن تعليق رسمي يؤكد أو ينفي سيطرة الدعم السريع على الفرقة السادسة، بينما تتواصل التقارير عن حالة نزوح واسعة في أحياء المدينة نتيجة تجدد القتال.
ويأتي هذا التطور في وقت تزداد فيه المخاوف الإقليمية والدولية من اتساع رقعة الصراع داخل السودان، خاصة مع تصاعد المواجهات في ولايات دارفور وكردفان، وتدهور الوضع الإنساني في مناطق النزاع.
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تفاقم الأزمة الإنسانية في جنوب السودان، حيث تسببت الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد في تضرر نحو مليون شخص عبر ست ولايات، أبرزها ولايتا جونقلي والوحدة. ووفقًا لتقارير المكتب، فقد نزح ما يقرب من 335 ألف شخص من منازلهم، واضطر العديد منهم للانتقال إلى المناطق المرتفعة هربًا من المياه المتزايدة.