حوض النيل

فيضانات جنوب السودان تضرر مليون شخص وتعطل الخدمات الصحية

الأحد 26 أكتوبر 2025 - 05:22 م
هايدي سيد
الأمصار

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تفاقم الأزمة الإنسانية في جنوب السودان، حيث تسببت الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد في تضرر نحو مليون شخص عبر ست ولايات، أبرزها ولايتا جونقلي والوحدة. ووفقًا لتقارير المكتب، فقد نزح ما يقرب من 335 ألف شخص من منازلهم، واضطر العديد منهم للانتقال إلى المناطق المرتفعة هربًا من المياه المتزايدة.

وأشار مركز إعلام الأمم المتحدة إلى أن موجة الفيضانات الأخيرة ألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية الصحية في البلاد، إذ تأثر أكثر من 140 مرفقًا صحيًا، وغمر نحو ثلثها بالكامل بالمياه، ما أدى إلى انقطاع الخدمات الطبية الأساسية عن آلاف المواطنين في وقت تشهد فيه البلاد انتشارًا متزايدًا للأمراض المعدية، وعلى رأسها الكوليرا والملاريا.

وفي هذا السياق، أفادت منظمة الصحة العالمية بأنها سجلت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 104 آلاف إصابة بالملاريا، بينها 16 حالة وفاة، في مختلف أنحاء جنوب السودان، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 15% عن الأسبوع السابق، ويُعزى بشكل أساسي إلى استمرار الفيضانات وتعطل الخدمات الصحية.

وأكد مكتب “أوتشا” أن الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان تتفاقم بسبب تعدد الأزمات، حيث تعاني البلاد من صراع مسلح مستمر ونقص حاد في الأمن الغذائي. وأضاف المكتب أن فرق الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تواصل جهودها رغم صعوبة الوصول إلى ولايات الوحدة وجونقلي وأعالي النيل، حيث يجري تنفيذ تقييمات ميدانية لتحديد الاحتياجات ودعم عمليات الإغاثة.

كما أشار التقرير إلى أن برنامج الأغذية العالمي ينفذ عمليات إمداد غذائي مكثفة للمتضررين، بينما قامت منظمة الصحة العالمية بتسليم أكثر من 50 طنًا من الإمدادات الطبية إلى الولايات الأكثر تضررًا، إلى جانب تجهيز دفعات إضافية من المساعدات تشمل الخيام ومستلزمات الطوارئ ومكافحة الكوليرا.

وفي تحرك لدعم التعافي طويل الأمد، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن توقيع اتفاقية مع السلطات في جنوب السودان لاستثمار 8.5 مليون دولار في مشاريع بنية تحتية مقاومة للفيضانات، وإعادة تأهيل قنوات الصرف لحماية مدينة بور في ولاية جونقلي، في خطوة تهدف إلى تقليل المخاطر المستقبلية وتحسين الاستعداد للكوارث الطبيعية.