في مشهد طريف طغى عليه روح الدعابة، مازح رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حضورهما مراسم توقيع اتفاقية السلام بين تايلاند وكمبوديا في العاصمة كوالالمبور، قائلاً إن بينهما "قواسم مشتركة"، من بينها المتاعب القانونية التي مرّ بها كل منهما.
وجاءت المزحة خلال القمة السابعة والأربعين لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والقمم ذات الصلة، التي احتضنها مركز كوالالمبور للمؤتمرات، حيث قال أنور مبتسماً: "أراد الرئيس ترامب أن أركب معه سيارته المصفحة «الوحش»، فقلت له إن ذلك يخالف القواعد الأمنية والبروتوكولية، لكنه أصرّ قائلاً: لا بأس بكسر القواعد قليلاً، فلدينا الكثير من القواسم المشتركة، فأنا كنت في السجن، وهو كاد أن ينتهي به الأمر هناك."
وقد أثارت كلمات رئيس الوزراء الماليزي موجة من الضحك بين الحاضرين، بينما اكتفى ترامب بابتسامة عريضة، في إشارة إلى تقبّله الدعابة بروح طيبة.
ويُعرف أنور إبراهيم، الذي تولّى رئاسة الوزراء في نوفمبر 2022، بمروره بتجارب سياسية وسجن لسنوات على خلفية قضايا سياسية، قبل أن يعود إلى المشهد بقوة ليتولى قيادة الحكومة الماليزية.

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد واجه هو الآخر سلسلة من القضايا القضائية في بلاده، أبرزها إدانته في عام 2024 بـ24 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية لإخفاء دفعة مالية لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز خلال حملته الانتخابية لعام 2016.
ورغم تلك الإدانة، فقد أصدرت محكمة أمريكية في 10 يناير 2025 حكماً بالإفراج غير المشروط عنه، قبل أيام من أدائه اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية، في واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل في التاريخ السياسي الأمريكي الحديث.
وتُعد زيارة ترامب إلى ماليزيا هي الأولى له منذ توليه الرئاسة في يناير 2025، والثالثة في تاريخ الرؤساء الأمريكيين، بعد زيارات كل من ليندون جونسون عام 1966 وباراك أوباما في عامي 2014 و2015.
وتأتي هذه الزيارة في إطار جولة آسيوية تهدف إلى تعزيز العلاقات الأمريكية مع دول جنوب شرق آسيا، ودعم اتفاقات السلام الإقليمي، وسط تحركات دبلوماسية مكثفة لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين واشنطن ودول المنطقة.