أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، اليوم الأحد، سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، وذلك بعد معارك استمرت أكثر من عام ونصف ضد الجيش السوداني، في واحدة من أعنف المواجهات التي شهدها إقليم دارفور منذ اندلاع النزاع في أبريل عام 2023.
وقالت قوات الدعم السريع، في بيان رسمي، إنها تمكنت من “تحرير” مقر الفرقة السادسة مشاة، الذي يُعد آخر معاقل الجيش السوداني في المدينة ومركز قيادته العسكري الرئيسي، مؤكدة أن هذا التقدم الميداني يعني سيطرتها على كامل مناطق إقليم دارفور، بما في ذلك المدن الخمس الكبرى وهي: الفاشر ونيالا والجنينة وزالنجي والضعين.
وأوضح البيان أن القوات “تواصل عمليات التمشيط لتأمين المدينة وضمان استقرارها بعد المعارك الأخيرة”، مشيرًا إلى أن قوات الجيش السوداني “فرت من مواقعها تاركة وراءها كميات من الأسلحة والعتاد العسكري”.

في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش السوداني حول هذه التطورات الميدانية حتى لحظة إعداد الخبر، كما لم تُعلن السلطات السودانية موقفها بشأن الوضع الإنساني في المدينة التي كانت تخضع لحصار طويل وتعرضت لقصف متكرر خلال الأشهر الماضية.
وتُعد مدينة الفاشر واحدة من أكثر المدن أهمية من الناحية الاستراتيجية في غرب السودان، إذ تمثل مركزًا حيويًا للتجارة والاتصال بين ولايات دارفور المختلفة، كما أنها مقر رئيسي لعدد من المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.
ومنذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في أبريل 2023، تشهد مناطق دارفور وضعًا إنسانيًا متدهورًا، حيث قُتل وأصيب الآلاف، فيما نزح مئات الآلاف من السكان إلى مناطق أكثر أمانًا داخل السودان أو عبر الحدود إلى تشاد.
ويحذر مراقبون من أن سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر قد تمثل منعطفًا خطيرًا في مسار الحرب السودانية، خاصة أنها تُعد آخر المدن الكبرى التي كانت تحت سيطرة الجيش في إقليم دارفور، ما يفتح الباب أمام تحولات ميدانية وسياسية كبرى خلال الفترة المقبلة.
أعلنت شبكة أطباء السودان، عن سقوط قتيل و3 مصابين جراء قصف الدعم السريع مستشفى الفاشر التعليمي، وذلك حسبما أوردته فضائية "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل لها.