كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تفاصيل مكالمة هاتفية حادة أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في محاولة لإقناعه بقبول خطته لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتي أسفرت عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس".
وأوضح ترامب، في مقابلة مع مجلة "تايم" الأمريكية، أن الاتصال الهاتفي جرى مساء السبت 4 أكتوبر، حيث أبلغ نتنياهو أن الحرب في غزة قد انتهت وأن الوقت حان لقبول الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة مع وسطاء من قطر ومصر وتركيا. وأكد ترامب أنه ضغط بشدة على نتنياهو لتجاوز تحفظاته، قائلًا: "بيبى، لا يمكنك أن تحارب العالم. يمكنك أن تخوض معارك فردية، لكن العالم ضدك".
وذكرت المجلة أن نتنياهو أبدى تحفظاته على الخطة، فيما وصف ترامب المكالمة بأنها كانت شديدة الحدة وتخللها استخدام الشتائم، مؤكدًا أنه لم يقبل برفض نتنياهو وواصل الدفع لإنهاء النزاع إذا وافقت حماس على الصفقة. وأوضح مسؤولون أمريكيون لموقع "أكسيوس" أن رد نتنياهو الفاتر خلال المكالمة أثار غضب ترامب، الذي أشار إلى أن رد حماس الأول كان إيجابيًا، بينما قلّل نتنياهو من أهميته، وقال له: "ليس هناك ما يدعو للاحتفال، هذا لا يعني شيئًا".
وفي ردها الرسمي، أعلنت حركة "حماس" استعدادها للإفراج عن جميع الرهائن المتبقين مقابل إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من القطاع، مع طلب إجراء مفاوضات حول التفاصيل. ومع ذلك، رأى نتنياهو في هذا الرد رفضًا عمليًا للخطة، مؤكدًا ضرورة التنسيق مع واشنطن لتفادي أي انطباع بأن الحركة قدمت استجابة إيجابية.
وأشاد ترامب بما وصفه إنجازاته لدعم إسرائيل، بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، والتوسط في اتفاقيات "أبراهام"، بالإضافة إلى المشاركة في ضربات على إيران. وفي نهاية المكالمة، وافق نتنياهو على اتفاق مرحلي يشمل وقف إطلاق النار، إعادة المحتجزين الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين، السماح بدخول شحنات المساعدات، وسحب القوات من أجزاء من القطاع، وفتح مفاوضات للتوصل إلى تسوية نهائية.
وتشير التقديرات إلى أن وقف إطلاق النار هذا قد ينهى أطول حرب في تاريخ إسرائيل، التي أودت بحياة نحو 2000 إسرائيلي وما يقارب 70 ألف فلسطيني.