فنون وثقافة

مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يكشف عن 5 أفلام سعودية

الخميس 23 أكتوبر 2025 - 05:26 م
مريم عاصم
الأمصار

كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن خمسة أفلام ضمن برنامج "السينما السعودية الجديدة، للأفلام الطويلة" لهذا العام، التي جسّدت إبداعات جيل جديد من صُنّاع الأفلام الوثائقية، لتُعرض خلال الدورة الخامسة من 4 إلى 13ديسمبر، في البلد جدة التاريخية.

وتعكس الأفلام الخمسة الحركة السينمائية والثقافية المتنامية في المملكة.

تجارب متنوعة
يشهد جمهور هذه الأفلام تجارب متنوّعة تنبض بالإنسانية والإلهام؛ إذ يرافقون شخصيات من خارج المملكة في رحلتهم الأولى لأداء فريضة الحج (فيلم المدّ بشري)، ويعيشون مع مغامرٍ سعودي لحظات صعوده الأولى إلى قمة إيفرست (فيلم سبع قمم)، ويتأملون عبر عدسة السينما في تجارب فنانين معاصرين من المملكة والعالم العربي (فيلم رأيت رسم الرمال، وفيلم دوائر الحياة)، كما يستلهمون من المسيرة الرياضية المشرقة لنجم كرة القدم السعودية، محمد نور؛ وما حملته من إنجازات مع ناديي الاتحاد والنصر والمنتخب الوطني (فيلم نور).

جوهر التجربة الإنسانية 
من جانبه، صرّح فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي: "يعكس برنامج «السينما السعودية الجديدة، للأفلام الطويلة» الازدهار اللافت الذي تشهده صناعة الأفلام الوثائقية في المملكة، وما حققه صنّاع الأفلام السعوديون من نضجٍ فني ووعيٍ بصريّ عميق. لم تعد هذه المواهب مقتصرة على الأفلام الروائية الطويلة فحسب، بل امتدّ إبداعها إلى الأفلام الوثائقية التي تلامس جوهر التجربة الإنسانية وتعكس روح التحوّل الذي تعيشه المملكة. إنّ تنوّع موضوعات أفلام هذا العام وغناها يؤكد أنّ المملكة تزخر بتجارب إنسانية وثقافية تستحق أن تُروى، وأنّ صُنّاعها قادرون على نقلها إلى الشاشة بلغةٍ فنيةٍ راقية تُعبّر عن واقع الوطن وتطلعاته. ويأتي هذا البرنامج امتدادًا لمسيرة سينمائية ملهمة تسهم في ترسيخ مكانة المملكة كمركزٍ مزدهر لصناعة الفيلم الوثائقي في المنطقة."قائمة اختيارات برنامج "السينما السعودية الجديدة، للأفلام الطويلة"

نور

قصّة "محمّد نور"، الّذي ارتقى من بدايات متواضعة في مكّة، ليصبح واحدًا من أشهر لاعبي كرة القدم في المملكة العربيّة السّعودية. يتتبّع الفيلم الوثائقيّ مسيرته المهنيّة مع نادي الاتّحاد، حيث قادت شخصيّته القياديّة الفريق إلى تحقيق ألقاب محلّيّة وقارّيّة. امتدّ تأثير "نور" إلى ما هو أبعد من ناديه، إذ مثّل المملكة العربيّة السّعوديّة في بطولتَي كأس العالم لكرة القدم عام 2002 وعام 2006. يسلّط هذا الفيلم الضّوء على نجاحاته، ومصاعبه الشّخصيّة على حدّ سواء، مقدّمًا رسالة قويّة عن المرونة، والإرث الدّائم الّذي تركه للأجيال القادمة.

المدّ بشري
كلّ عام، ينطلق ملايين المسلمين لأداء فريضة الحجّ المقدّسة. يقدّم الفيلم الوثائقيّ "المد البشري" نظرة حميميّة على هذه الرّحلة الرّوحانيّة، من خلال عيون سبع مجموعات متنوّعة من الحجّاج، ولكلّ منها أسبابها الشّخصيّة للقيام بهذه الرّحلة الّتي تُعدّ فرصة العمر. من بين هؤلاء، "يوسف" ووالده "وسيم" القادمان من السّويد، واللّذان يسعيان للتّعافي من صراعات الصّحّة النّفسيّة. من خلال نسج أصواتهما الفرديّة معًا، يقدّم الفيلم صورة آسرة تكشف عن التّحوّلات العميقة الّتي يُشعلها.

سبع قمم
يخوض المغامر السّعوديّ "بدر الشّيبانيّ" رحلة استكشاف: تسلُّق أعلى قمّة في كلّ قارّة من قارّات العالم السّبعة. يوثّق فيلم "القمم السّبعة" هذه الرّحلة، الّتي تُعدّ اختبارًا للبقاء بقدر ما هي رحلة شخصيّة لاكتشاف الذّات. من القمم الأكثر عزلة، وقسوة، وصولًا إلى تحدّيه الأقصى على قمّة إيفرست، تشكّل قصّة "الشّيبانيّ" استكشافًا قويًّا لمرونة الإنسان، وبحثه عن الهويّة، والعزيمة الرّاسخة، لتجاوز كلّ من الحدود الجسديّة والدّاخليّة.

رأيت رسم الرمال
في فيلم "رأيتُ رسم الرّمال" لا حدود واضحة بين الوثائقيّ، والواقعيّ والمتخيَّل. في النّهاية، لا يقدّم الفيلم إجابات، بل يترك المشاهد على العتبة ذاتها الّتي يقف عندها الفنّانون: العتبة بين ما نعرفه وما نكتشفه. هناك، حيث يصبح الرّمل ذاكرةً، والصّورة أثرًا، والهويّة وعدًا يتجدّد مع كلّ نظرة. إنّه فيلم حول الفنّ كحالة حياة، وحول الإنسان حين يرى نفسه في رسمٍ يتكوّن ثمّ يتلاشى؛ كما لو أنّ الجمال لا يُرسم ليبقى، بل ليذكّرنا أنّ كلّ ما نبحث عنه… قد يكون في رسم الرّمال ذاته.

دوائر الحياة

يتحدّث الفيلمُ عن الفنّ و الإنسان، حين يتأمّل ذاته وسط التّحوّل.

يروي رحلة الفنّانين السّعوديّين، وهم يسيرون في المسافة بين الذّاكرة والحلم، حيث يتحوّل كلّ مشهد إلى سؤال، وكلّ تجربة إلى ملامح جديدة لهويّةٍ تتشكّل كلّ يوم.


في هذا الفيلم يُقدَّم الفنّ كحالةٍ حيّة من البحث والدّهشة. لحظةٌ شفّافةٌ، يتقاطع فيها الزّمان بالمكان، وتصبح فيها الرّؤية نفسها نوعًا من الرّسم.

ومن خلال سرد بصريّ شاعريّ، يعيد الفيلم قراءة المشهد الفنّيّ السّعوديّ، كمرآةٍ لتحوّل أوسع، إنّه تحوّل المجتمع نفسه في علاقته بالزّمن، والهويّة، والجمال.