أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن تنفيذ مناورة عسكرية واسعة النطاق بالقرب من الحدود الشمالية مع الجمهورية العربية السورية وجمهورية لبنان، وذلك في إطار استعداداته المعلنة لمواجهة سيناريوهات عسكرية متعددة تشمل الدفاع والهجوم على حد سواء.
وأوضح الجيش في بيان رسمي أن هذه المناورة التي تُنفذها الفرقة 91 تأتي بهدف رفع مستوى الجاهزية والكفاءة العملياتية وتعزيز التنسيق بين الوحدات الميدانية في حال اندلاع مواجهة عسكرية على الجبهتين الشمالية والشرقية.
وأشار البيان إلى أن المناورة تُعد الأولى من نوعها على مستوى الفرقة منذ عامين من العمليات القتالية المستمرة، ما يعكس – بحسب مراقبين عسكريين – رغبة الجيش الإسرائيلي في استعادة قدرته على إدارة معارك برية واسعة، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة على الحدود مع لبنان، حيث ينشط حزب الله اللبناني، وعلى الحدود مع سوريا التي تشهد تواجدًا لقوات موالية لإيران.
ووفقًا للبيان، فقد زار رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، موقع المناورة يوم الثلاثاء، حيث تفقد سير التدريبات واطلع على أداء القوات المشاركة والتجهيزات المستخدمة في محاكاة الهجمات المفترضة. وأكد زامير – خلال الزيارة – على أهمية الحفاظ على أقصى درجات الجاهزية، مشيرًا إلى أن أي تدهور أمني محتمل في المنطقة يتطلب استعدادًا فوريًا للرد على مختلف التهديدات.
وأوضح الجيش أن المناورة التي بدأت يوم الاثنين وتستمر حتى يوم الخميس، شملت تدريبات ميدانية مكثفة على سيناريوهات عملياتية متعددة، منها التصدي لهجمات محتملة من داخل الأراضي اللبنانية أو السورية، إضافة إلى تنفيذ هجمات هجومية سريعة تستهدف مواقع العدو المفترضة. كما تم اختبار كفاءة القوات في التعامل مع الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة، وهي من أبرز المخاطر التي يواجهها الجيش في الجبهة الشمالية.
وتأتي هذه المناورات في وقت تشهد فيه الحدود بين إسرائيل ولبنان حالة من التوتر المستمر، مع تبادل القصف والتحذيرات المتبادلة بين جيش الاحتلال وحزب الله، بالتزامن مع استمرار الأزمة الإقليمية في سوريا. ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تحمل رسائل ردع موجهة إلى خصوم إسرائيل في المنطقة، خاصة في ظل الحديث عن احتمال توسع دائرة الصراع في الشرق الأوسط.