جيران العرب

إقالة مُفاجئة.. «نتنياهو» يُنهي ولاية «هنغبي» في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي

الأربعاء 22 أكتوبر 2025 - 02:59 ص
مصطفى عبد الكريم
نتنياهو و تساحي هنغبي
نتنياهو و تساحي هنغبي

إقالة مُفاجئة هزّت أروقة «الحكومة الإسرائيلية»، حيث قرر رئيس الوزراء، «بنيامين نتنياهو»، إنهاء ولاية «تساحي هنغبي» على رأس مجلس الأمن القومي. القرار، الذي فاجأ الأوساط السياسية، يعكس تحوّلات غير متوقعة في السُلطة الإسرائيلية، ويُثير تساؤلات حول خلفياته وأسباب اتخاذه في هذا التوقيت الحساس.

إقالة هنغبي بأمر نتنياهو

وفي التفاصيل، أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، «تساحي هنغبي»، إنهاء ولايته «اعتبارًا من اليوم»، بعدما أبلغه رئيس الحكومة، «بنيامين نتنياهو» بنيّته تعيين شخص جديد في المنصب.

وأوضحت تقارير إسرائيلية، أن الخلافات بين الرجلين تصاعدت حول «قضايا أمنية جوهرية»، بما في ذلك معارضة هنغبي لعملية «عربات جدعون 2» لاحتلال مدينة غزة، وتأييده «صفقة على مراحل» لتبادل الأسرى، و«رفضه للهجوم على قطر».

خلاف واشنطن يُفاقم أزمة هنغبي

وبلغ الخلاف ذروته عندما لم يُرافق هنغبي نتنياهو في زيارته الأخيرة إلى واشنطن، وسط تقارير عن مواجهة حادة بين الطرفين في أحد الاجتماعات انتهت بمغادرة هنغبي مكتب نتنياهو غاضبًا.

ونقلت قنوات إعلامية مُقربة من نتنياهو عن محيطه اتهامات بأن هنغبي «دعم باستمرار صفقة جزئية، وعارض احتلال مدينة غزة، وانتهج خطًا رخوًا في ما يتعلق بالمعركة مع حماس».

هنغبي يُثني على سنواته مع نتنياهو

وجاء إعلان إنهاء الولاية في بيان شخصي لهنغبي، حيث شكر رئيس الحكومة على «الفرصة في سنوات صعبة لصياغة سياسة إسرائيل الخارجية والأمنية»، مُؤكّدًا على «إمكانية إبداء موقف مستقل في نقاشات حساسة».

وشدد «هنغبي» على أن «المُهمة لإعادة جميع الأسرى لم تكتمل بعد»، ودعا إلى تحقيق شامل في إخفاقات السابع من أكتوبر 2023.

وأصدرت رئاسة الحكومة الإسرائيلية بيانًا أشادت فيه بخدمة «هنغبي» خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وأعلنت تعيين نائب رئيس المجلس، «غيل رايخ»، قائمًا بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي اعتبارًا من اليوم.

تحذيرات من تأثير الإقالة على الأمن

وحذّر مراقبون من أن هذه الخطوة «قد تدفع قادة الأجهزة الأمنية إلى التردد في إبداء آرائهم المهنية إذا خالفت توجهات نتنياهو»، مما قد يُؤثر سلبًا على عملية اتخاذ القرارات الأمنية الحساسة.

ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه «الإدارة الإسرائيلية» انقسامات حادة حول «استراتيجية الحرب في غزة ومسار مفاوضات تبادل الأسرى».

قمة شرم الشيخ تُختتم بلا إسرائيل.. غياب «نتنياهو» بين الرسائل والدلالات

في مشهدٍ سياسيّ غير مألوف، اجتمع قادة الإقليم والعالم في مدينة «شرم الشيخ» المصرية، تحت أضواء الكاميرات وعدسات التاريخ، لتُوقَّع اتفاقية قيل إنها ستُغيّر ملامح الشرق الأوسط... لكن «الكرسي الإسرائيلي» ظلّ خاليًا. غياب «بنيامين نتنياهو»، رئيس وزراء إسرائيل، عن قمةٍ بحجم شرم الشيخ لم يكن مُجرد تفصيل بروتوكولي، بل بدا كأنه سطر ناقص في مشهد السلام، يحمل من الرسائل والدلالات ما يتجاوز حدود الغياب. فهل كان «نتنياهو» مُستبعدًا عمدًا من الحدث؟ أم أنه غاب هروبًا من واقع سياسي مُربك داخليًا وخارجيًا؟ وهل تعكس القمة تحوّلًا إقليميًا جديدًا يرسم معادلة سلام لا مكان فيها لمنطق القوة؟

أسئلة كثيرة تُطرح في أعقاب هذا الغياب الصاخب… وتقريرنا هذا يُحاول تفكيك رمزية المشهد، وخلفيات القرار، وما إذا كان غياب «نتنياهو» لحظة عابرة، أم بداية لعزلة دبلوماسية تتّسع.

خلفيات غياب نتنياهو عن قمة شرم الشيخ

وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، عن الأسباب الرئيسية وراء اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، عن المشاركة في «قمة شرم الشيخ للسلام» والتي عُقدت أمس الإثنين.

وكان مكتب نتنياهو، أعلن في بيان له أمس الإثنين، أنه «لن يحضر قمة السلام في شرم الشيخ»، لقُرب موعد انعقادها من الأعياد الدينية.

فيما أكدت الرئاسة المصرية، أن «نتنياهو» لن يُشارك في قمة السلام بمدينة شرم الشيخ، بسبب «الأعياد الدينية»، مُضيفة أن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، هو مَن اقترح مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي في القمة، خلال اتصاله الهاتفي مع نظيره المصري «عبدالفتاح السيسي»، بحسب بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية «السفير محمد الشناوي».

الأسباب الحقيقية

وزعمت الصحيفة أن الأسباب التي ساقها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لرفض «نتنياهو» المشاركة في قمة شرم الشيخ بسبب الأعياد الدينية لتجنب إثارة غضب «الحريديم» عارية من الدقة؛ لأن نتنياهو بحسب «يديعوت أحرونوت» سبق وخالف القيود الدينية وانتهك حُرمة العيد أثناء عودته من عملية اغتيال أمين عام حزب الله السابق «حسن نصر الله».

وترى الصحيفة العبرية، أن السبب الرئيسي وراء عدم مشاركته، هو خشية «بيبي نتنياهو» أن يُوضع في قفص الاتهام، وتُرسل إليه رسائل لا يرغب في سماعها، مثل «حل الدولتين أو اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب».

أما السبب الثاني الذي ساقته الصحيفة العبرية، فهو «خوفه على شعبيته خاصة» بعد أن تأكد هشاشة ائتلافه الحكومي، خاصة أن مشاركة الرئيسين الفلسطيني «محمود عباس»، والتركي «رجب طيب أردوغان»، عقّدا مشاركته لأنه لا يرغب في مصافحتهما.

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية (كان)، أن «نتنياهو» ألغى الرحلة بسبب مخاوف واضحة من الصراع داخل ائتلافه «الهش» إذا سافر في عيد يهودي، لكن حزب اليهودية المتحدة الأرثوذكسي المتطرف أعرب عن عدم وجود اعتراضات أو تهديدات في هذا الصدد.

السوداني وأردوغان رفضا مشاركة نتنياهو

وعلى أثر احتمالية مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي «نتنياهو» في قمة السلام في شرم الشيخ أبلغ رئيس الوزراء العراقي، «محمد شياع السوداني»، الجانبين المصري والأمريكي، بأن «العراق» سينسحب من القمة شرم الشيخ في حال شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وكان الرد من مصدر عراقي رفيع لوكالة الأنباء العراقية (واع): إنه «لا تُوجد دعوة رسمية مُوجهة من قِبل الجانب المصري إلى نتنياهو من أجل حضور قمة شرم الشيخ»، مُوضحًا أن «ترامب حاول إحضار رئيس الحكومة الإسرائيلية وأجرى اتصالات دبلوماسية بهدف ضمان حضور نتنياهو قمة شرم الشيخ». ولفت إلى أن «مواقف المشاركين كانت مشابهة لموقف العراق ولهذا فإن محاولة ترامب جلب نتنياهو إلى قمة شرم الشيخ لم تنجح».

فيما أفادت وكالة «الأناضول» التركية، بأنه «بعد تلقيه نبأ تأكيد حضور نتنياهو قمة السلام في شرم الشيخ.. أبلغ أردوغان المعنيين في مصر وأمريكا أنه سيلغي مشاركته بالقمة ويعود إلى تركيا وبالفعل انحرفت طائرته عن مسارها قبيل هبوطها في مصر»، مُضيفة: «لكن بعد عدول نتنياهو عن المشاركة عادت طائرة أردوغان إلى مسارها الطبيعي نحو مدينة شرم الشيخ».

إسرائيل بين السلام والعزلة السياسية

غياب «نتنياهو» عن قمة شرم الشيخ لم يكن مُجرد غياب سياسي عابر، بل هو مؤشر واضح على تحوّلات عميقة في موازين القوى الإقليمية، ورسالة ذات أبعاد مُتعددة عن مستقبل العلاقة بين «إسرائيل وجيرانها»، وكذلك عن الدور الذي ستلعبه في مسار السلام المُقبل. في حين تتقدم دول عربية وإقليمية بخطوات جريئة نحو تسوية تاريخية، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتمكن إسرائيل من اللحاق بركب السلام أم أنها تختار العزلة السياسية التي قد تُفاقم من تعقيد المشهد القمة بلا إسرائيل هي صفحة جديدة في كتاب الشرق الأوسط، تدعو الجميع إلى قراءة ما بين السطور، والتأهب لتغييرات قد تُعيد رسم الخرائط السياسية في المنطقة.