في مشهد دولي مُثقل بالتوترات والجمود، يخرج صوت من شمال أوروبا، حاملاً عرضًا غير تقليدي. رئيس فنلندا، «ألكسندر ستوب»، لا يعرض مبادرة دبلوماسية فحسب، بل يقترح أن يكون بنفسه «المُترجم» بين الرئيسين «ترامب وزيلينسكي»، في محاولة لفتح نافذة للحوار وإنهاء الصراع الذي أثقل كاهل القارة.
وفي التفاصيل، أعلن الرئيس الفنلندي، «ألكسندر ستوب»، عن استعداده لأداء دور «المُترجم» بين الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، وزعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي».
وقال «ستوب»، في تصريح لصحيفة «تايمز» البريطانية: «أرى دوري جيدًا... ولذلك إذا كان بإمكاني أن أكون مُفيدًا في تسوية الأزمة الأوكرانية كمُترجم بين زيلينسكي وترامب، فليكن هكذا، وهذا أمر رائع».
وأضاف رئيس فنلندا: أن «إمكانية بعث الرسائل والاتصال بالرئيس الأمريكي مُفيدة، ولكن يجب أن أبدي حذري، لأن ذلك قد ينتهي يوما مًا».
ويأتي ذلك على خلفية لقاء الرئيس ترامب مع زيلينسكي في «البيت الأبيض»، يوم الجمعة، الذي أفادت وسائل الإعلام بأنه جرى في أجواء «مُتوترة».
الحرب التي أعادت رسم خريطة التحالفات الدولية وعمّقت الانقسام الجيوسياسي، قد تقترب من مُنعطفٍ جديد. الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، وفي خطوة لافتة، يظهر باندفاعٍ واضح لإنهاء «النزاع في أوكرانيا»، واضعًا حدًا لواحدة من أعقد الأزمات الدولية في القرن الحالي.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة «نيوزنيشن» الأمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب «مُتحمس جدًا» لإنهاء النزاع في أوكرانيا.
وكتبت الصحيفة: «الرئيس ترامب كان صريحًا للغاية مع زيلينسكي خلال لقائهما في البيت الأبيض يوم الجمعة، بضرورة توقف الحرب ووقف القتل».
وأكد الرئيس الأمريكي مُجددًا رغبته في إنهاء الحرب وإيجاد حل للصراع.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، أن «ترامب مُتحمس جدًا لإنهاء الحرب».
تلهف «ترامب» لإنهاء الحرب في أوكرانيا يضع «الملف الأوكراني» في صدارة أولوياته السياسية، لكنه أيضًا يفتح الباب أمام تساؤلات كبرى: هل يملك الرئيس الأمريكي أدوات الضغط الكافية لصياغة تسوية تُرضي الأطراف كافة؟ أم أن الحماسة وحدها لا تكفي في لعبة مُعقّدة تحكمها حسابات عسكرية وجيوسياسية دقيقة؟
في زمن لا تهدأ فيه الحروب ولا تصمت فيه طبول السياسة، وبينما العالم يرقب كل شاردة وواردة في الملف الأوكراني، خرج الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» ليفجّر تصريحًا مُدوّيًا: «لم أناقش قط مسألة تنازل أوكرانيا عن دونباس لصالح روسيا».
وفي التفاصيل، أكد دونالد ترامب، أنه لم يُناقش مع زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، التنازل عن إقليم «دونباس» لروسيا، مُكررًا رغبته في أن يتوقف الجانبان عند خطوط التماس الحالية.
وقال ترامب: «لم أناقش مع زيلينسكي قضية دونباس، وأرغب في أن يتوقف الجانبان عند خطوط القتال الحالية»، مُشيرّا إلى أن «(78%) من الأراضي تحت سيطرة روسيا بالفعل، يُمكنهم (أوكرانيا) التفاوض على شيء ما لاحقًا».
وبعد الاجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كتب «زيلينسكي» على قناته في «تلغرام»: «أوكرانيا تتمسك بكل أراضيها، ولن تتنازل عن أي شيء منها» لروسيا ولن «تهبها شيئًا منها»، مُؤكّدًا أيضًا أن «القوة» ضرورية في الحوار مع موسكو لحل الصراع الأوكراني، مُضيفًا «يرى العالم أن روسيا تفهم فقط لغة القوة وتُبدي رد الفعل عليها، وبالتالي فإن السلام من خلال التلويح بالقوة يُمكن أن ينجح».
وأشارت صحيفة «واشنطن بوست»، نقلًا عن مصادر، بأن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، «ستيف ويتكوف» طالب، خلال محادثات «ترامب» مع «زيلينسكي» في البيت الأبيض، أوكرانيا بإخلاء أراضي جمهورية «دونيتسك» الشعبية التي ما زالت تقع تحت سيطرة قوات كييف.
في لحظة فارقة من عُمر «الحرب الأوكرانية»، وبين تعقيدات الميدان وتقلبات السياسة، يُناور الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين» على رُقعة الشطرنج الجيوسياسية، عارضًا تسوية مُفاجئة تتصدرها «دونيتسك وزابوريجيا». وعلى الجانب الآخر، يقف الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» في قلب المشهد، مُتأمّلًا عرضًا روسيًا قد يُنهي أطول نزاع دموي تشهده أوروبا منذ عقود. صفقة مُحتملة، عنوانها «الأرض مقابل السلام»، قد تُمهّد لتحول جذري في المشهد الدولي، إذا ما كُتب لها أن تُغادر الظلال إلى دائرة الفعل السياسي.