انقطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في شمال أوكرانيا، إثر هجوم روسي استهدف موقعًا للطاقة في منطقة تشيرنيهيف الحدودية، بحسب ما أعلنته السلطات الأوكرانية.
وأوضحت مصادر محلية أن الهجوم أدى إلى انقطاع الكهرباء عن مساحات شاسعة من الشمال، شملت البلدة الرئيسية الواقعة خارج محطة تشيرنوبل للطاقة النووية المتوقفة عن العمل.
وذكرت شركة الطاقة الإقليمية أن الهجوم أصاب منشأة طاقة، دون أن تكشف عن طبيعتها، في حين أشار يوري فوميتشيف، رئيس بلدية سلافوتيتش الواقعة على بعد نحو 45 كيلومتراً من تشيرنوبل، إلى أن التيار انقطع عن جزء من البلدة نتيجة القصف.
من جانبه، قال رئيس منطقة العاصمة كييف إن فرق الطوارئ تعمل حالياً على إعادة التيار الكهربائي للمناطق المتضررة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تكثف فيه روسيا هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ على شبكات الكهرباء وقطاع الطاقة الأوكراني، مع اقتراب فصل الشتاء واستمرار الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف دون بوادر تهدئة.
في زمن لا تهدأ فيه الحروب ولا تصمت فيه طبول السياسة، وبينما العالم يرقب كل شاردة وواردة في الملف الأوكراني، خرج الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» ليفجّر تصريحًا مُدوّيًا: «لم أناقش قط مسألة تنازل أوكرانيا عن دونباس لصالح روسيا».
وفي التفاصيل، أكد دونالد ترامب، أنه لم يُناقش مع زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، التنازل عن إقليم «دونباس» لروسيا، مُكررًا رغبته في أن يتوقف الجانبان عند خطوط التماس الحالية.
وقال ترامب: «لم أناقش مع زيلينسكي قضية دونباس، وأرغب في أن يتوقف الجانبان عند خطوط القتال الحالية»، مُشيرّا إلى أن «(78%) من الأراضي تحت سيطرة روسيا بالفعل، يُمكنهم (أوكرانيا) التفاوض على شيء ما لاحقًا».
وبعد الاجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كتب «زيلينسكي» على قناته في «تلغرام»: «أوكرانيا تتمسك بكل أراضيها، ولن تتنازل عن أي شيء منها» لروسيا ولن «تهبها شيئًا منها»، مُؤكّدًا أيضًا أن «القوة» ضرورية في الحوار مع موسكو لحل الصراع الأوكراني، مُضيفًا «يرى العالم أن روسيا تفهم فقط لغة القوة وتُبدي رد الفعل عليها، وبالتالي فإن السلام من خلال التلويح بالقوة يُمكن أن ينجح».
وأشارت صحيفة «واشنطن بوست»، نقلًا عن مصادر، بأن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، «ستيف ويتكوف» طالب، خلال محادثات «ترامب» مع «زيلينسكي» في البيت الأبيض، أوكرانيا بإخلاء أراضي جمهورية «دونيتسك» الشعبية التي ما زالت تقع تحت سيطرة قوات كييف.
في لحظة فارقة من عُمر «الحرب الأوكرانية»، وبين تعقيدات الميدان وتقلبات السياسة، يُناور الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين» على رُقعة الشطرنج الجيوسياسية، عارضًا تسوية مُفاجئة تتصدرها «دونيتسك وزابوريجيا». وعلى الجانب الآخر، يقف الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» في قلب المشهد، مُتأمّلًا عرضًا روسيًا قد يُنهي أطول نزاع دموي تشهده أوروبا منذ عقود. صفقة مُحتملة، عنوانها «الأرض مقابل السلام»، قد تُمهّد لتحول جذري في المشهد الدولي، إذا ما كُتب لها أن تُغادر الظلال إلى دائرة الفعل السياسي.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين كبيرين، بأن الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، طالب نظيره الأمريكي، «دونالد ترامب»، خلال محادثتهما الهاتفية، يوم الخميس، بأن تتنازل «أوكرانيا» عن السيطرة الكاملة على «دونيتسك»، وهي منطقة حيوية استراتيجيًا في شرق البلاد، كشرط لإنهاء الحرب.