أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، اليوم الإثنين، أن حكومة العراق ملتزمة بحماية سيادتها الوطنية، ولن تسمح بأي حال من الأحوال باستخدام أراضيها أو أجوائها كمنصة للاعتداء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو أي دولة من دول الجوار، مشدداً على أن العراق يسعى لأن يكون عامل استقرار إقليمي، لا ساحة صراعات.
وجاءت تصريحات الأعرجي خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في العاصمة بغداد مع علي لاريجاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بحضور وسائل الإعلام المحلية والدولية.
وأوضح المستشار العراقي أن بلاده ملتزمة ببنود الاتفاق الأمني الموقع مع طهران، والذي ينص على منع أي نشاط معادٍ ينطلق من الأراضي العراقية باتجاه إيران، مؤكداً أن الحكومة تعمل على ضبط الحدود ومنع أي خرق قد يؤدي إلى توتر إقليمي.
وأضاف الأعرجي أن الحكومة العراقية قدمت شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد الانتهاكات التي وصفها بـ"الإسرائيلية"، مبيناً أن رئيس الوزراء العراقي جدد خلال مشاركته في القمة العربية، ومن خلال لقاءاته مع قادة دول المنطقة، رفض بغداد لاستخدام الأجواء العراقية لشن أي هجمات تستهدف إيران أو غيرها من الدول.
وأشار إلى أن مشاركة العراق في قمة شرم الشيخ جاءت بهدف دعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة ووقف ما وصفها بـ"المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني"، مؤكداً ضرورة التزام المجتمع الدولي باتفاق وقف إطلاق النار ومنع تكرار الاعتداءات.
وفي سياق آخر، شدد مستشار الأمن القومي العراقي على رفض بلاده فرض العقوبات الاقتصادية على الدول، موضحاً أن العراق يؤمن بأن الحلول الدبلوماسية والحوار المباشر هما الطريق الأمثل لحل النزاعات بعيداً عن التصعيد.
من جانبه، أشاد المسؤول الإيراني علي لاريجاني بالعلاقات الثنائية بين بغداد وطهران، ووصف العراق بأنه دولة شقيقة وصديقة، مؤكداً أن المحادثات تناولت ملفات أمنية واقتصادية مشتركة، وأن البلدين يتجهان نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
تعكس هذه التصريحات تمسك العراق بسياسة الحياد الإيجابي، وسعيه للعب دور توازني في المنطقة، مع الحفاظ على سيادته ومنع أراضيه من أن تكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية أو الدولية.