أفادت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نجا من محاولة اغتيال محتملة هي الثالثة منذ منتصف عام 2024، وذلك بعد أن اكتشفت الأجهزة الأمنية منصة صيد مرتفعة وضعت في مسار رؤيته المباشر أثناء نزوله من طائرته الخاصة في مطار "بالم بيتش" الدولي بولاية فلوريدا، يوم الأحد.
ووفق التقرير، فإن جهاز الخدمة السرية المسؤول عن حماية الرئيس اكتشف المنصة خلال جولة تفتيش أمني روتينية، وكانت تقع على بُعد مئات الأمتار فقط من موقع هبوط الطائرة، وفي زاوية تمنح رؤية مباشرة للمسار الذي يسلكه ترامب بعد خروجه من الطائرة.
وأوضح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، كاش باتيل، أن المنصة كانت فارغة وقت الاكتشاف، ولم يتم العثور على أي مشتبه بهم في المنطقة.
وأضاف أن السلطات بدأت تحقيقًا موسعًا يشمل تحليل بيانات الهواتف المحمولة النشطة في الموقع، ومعاينة الأدلة المادية، للتحقق مما إذا كانت المنصة قد أُعدت لعملية اغتيال.
وتأتي هذه الواقعة كأحدث تطور في سلسلة من محاولات الاغتيال التي تعرض لها ترامب منذ انطلاق حملته الانتخابية الأخيرة، مما يزيد المخاوف من تصاعد التهديدات الأمنية ضده، خاصة في ظل تصاعد الانقسام السياسي الحاد داخل الولايات المتحدة.
في حادثة هي الأخطر، نجا ترامب من موت محقق خلال تجمع انتخابي في مدينة بتلر بولاية بنسلفانيا، حين أطلق توماس ماثيو كروكس، شاب يبلغ من العمر 20 عامًا، النار على ترامب من سطح مبنى يبعد حوالي 150 مترًا عن منصة الخطاب.
أُصيب ترامب بجروح في أذنه اليمنى، بينما لقي أحد الحضور مصرعه وأصيب اثنان آخران. قُتل المسلح على يد قوات الأمن في الموقع.
وكان كروكس يستخدم بندقية من طراز AR-15، وهي نسخة شبه آلية من البندقية العسكرية M-16، وتُعد من الأسلحة الأكثر شيوعًا في حوادث إطلاق النار داخل الولايات المتحدة، ما أعاد الجدل حول قانونية تداول هذا النوع من الأسلحة بين المدنيين.
في سبتمبر من نفس العام، رصدت الأجهزة الأمنية رجلاً مسلحًا بالقرب من نادي ترامب للغولف في ويست بالم بيتش.
ووفقاً لما نقلته CNN، فإن المسلح كان في وضع يُعتقد أنه استعداد لمحاولة اغتيال.
تمكنت الخدمة السرية من رصده والرد عليه بإطلاق النار قبل أن يتمكن من تنفيذ أي هجوم.
الحادث الأخير جاء في ظروف أقل درامية، لكنه يثير قلقاً أمنياً كبيراً، إذ إن استخدام منصة صيد كغطاء لقنص محتمل يعكس تطورًا في أساليب التهديد.
أوضح كاش باتيل أن منصة الصيد – المصنوعة من الخشب والمعدن وتُستخدم عادة في صيد الطرائد – كانت موضوعة بشكل مثالي لاستهداف شخص لحظة خروجه من طائرة، ما يدعم فرضية التخطيط لمحاولة قنص، رغم عدم وجود دليل مباشر حتى الآن.
وذكر أن فرق التحقيق بدأت بمعاينة الأدلة في الموقع، إضافة إلى مراجعة تسجيلات المراقبة وتحليل البيانات الرقمية في محيط المطار، بهدف تتبع أي نشاط مشبوه في الأيام السابقة.
تُسلط هذه الوقائع الضوء على التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها المؤسسات الأمنية الأمريكية في تأمين الشخصيات العامة، خاصة في ظل الاستقطاب السياسي الشديد قبيل انتخابات الرئاسة المرتقبة في 2026، والتي يخوضها ترامب بقوة لاستعادة المنصب.
وكان ترامب قد أشار سابقًا إلى أنه "يدفع ثمن مواقفه"، وسبق أن انتقد الأجهزة الفيدرالية أكثر من مرة، متهمًا بعض عناصرها بالتحامل عليه. لكن هذه الحوادث تُبرز حجم التهديدات الواقعية، وتدفع لتشديد الإجراءات الأمنية حوله بشكل غير مسبوق.