حوض النيل

الجيش السوداني يستهدف مقرات الدعم السريع بالمسيرات

الإثنين 20 أكتوبر 2025 - 10:25 ص
ابراهيم ياسر
الأمصار

نفذت القوات المسلحة السودانية، يوم الأحد، سلسلة من الضربات الجوية باستخدام طائرات مسيّرة استهدفت مواقع متعددة في إقليم دارفور، شملت مدينة الجنينة في غرب دارفور، ومنطقتي سرف عمرة والزرق في شمال دارفور. 

ووفقًا لمصادر متطابقة، فإن إحدى الطائرات المسيّرة استهدفت مقر أمانة الحكومة في الجنينة، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف العسكريين والمدنيين.

 وانتشرت على نطاق واسع مقاطع مصورة تُظهر تصاعد سحب كثيفة من الدخان في محيط الموقع المستهدف، وسط تعليقات تشير إلى أن الهجوم طال مخزنًا للذخيرة داخل المبنى الحكومي.

في تطور ميداني لافت، أفاد شهود عيان أن رئيس الإدارة المدنية في ولاية غرب دارفور، التيجاني كرشوم، تعرض لإصابة خلال القصف الجوي الذي طال مقر الحكومة المحلية، فيما أُصيب عدد من مرافقيه، بينهم ثلاثة من أفراد الحماية الشخصية.

 وأكدت صحف محلي،  أن الطائرة المسيّرة استهدفت بشكل مباشر مقر الحكومة وسيارة المسؤول المحلي، ما أدى إلى إصابته وعدد من مرافقيه، في وقت تحدثت فيه مصادر محلية عن إصابات إضافية، بينها طفلان كانا بالقرب من الموقع لحظة وقوع الهجوم.


عقب الضربات الجوية، فرضت قوات الدعم السريع، التي تسيطر على ولاية غرب دارفور، طوقًا أمنيًا مشددًا حول مقر الحكومة، ومنعت المدنيين من الاقتراب من المنطقة المستهدفة. 

وشهد محيط المبنى الحكومي انتشارًا مكثفًا للعناصر الأمنية، وسط حالة من الترقب والقلق بين السكان المحليين، الذين تابعوا تطورات الهجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمصادر المحلية. وتأتي هذه الإجراءات في ظل تصاعد التوترات العسكرية في الإقليم، وتزايد الاعتماد على الطائرات المسيّرة في تنفيذ العمليات الجوية، ما يثير مخاوف من اتساع نطاق الاستهداف ليشمل مناطق مدنية مأهولة بالسكان.

الخارجية المصرية: نعمل لإنهاء مأساة السودان ودعم استقراره


أكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بدر عبدالعاطي أن جمهورية مصر العربية تولي الأزمة السودانية اهتماماً بالغاً، مشدداً على أن القاهرة تعتبر استقرار السودان جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي، وأن جهودها تتركز حالياً على إنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني الشقيق منذ اندلاع النزاع المسلح قبل أكثر من عام.

وأوضح الوزير عبدالعاطي، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في القاهرة مع وزير خارجية المالديف عبد الله خليل، أن التحركات المصرية تجاه الأزمة السودانية تأتي في إطار الرباعية الدولية التي تضم مصر والولايات المتحدة والسعودية والإمارات، والهادفة إلى دعم مسار التهدئة وتشجيع الأطراف السودانية على وقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي شامل.

وأضاف أن القيادة المصرية تواصل جهودها عبر القنوات السياسية والدبلوماسية كافة من أجل وقف فوري ومستدام للقتال، مؤكداً أن مصر تعمل بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين للوصول إلى هدنة إنسانية تُمهّد لانطلاق عملية سياسية لا تُقصي أي طرف، بما يضمن الحفاظ على وحدة السودان وسلامة مؤسساته الوطنية.

 

وأشار وزير الخارجية المصري إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد وجّه الدعوة إلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، لزيارة القاهرة، حيث جرى لقاء مطوّل أكد خلاله الجانب المصري على ضرورة دعم مؤسسات الدولة السودانية، وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية، باعتبارها الضمانة الأساسية لوحدة السودان واستقراره.

وتأتي هذه التصريحات في ظل تدهور الأوضاع الميدانية في السودان، حيث اندلع القتال في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على خلفية خلافات متصاعدة حول تقاسم السلطة ودمج القوات، ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها.

ويواجه السودان حالياً إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وسط تحذيرات أممية من تفاقم معاناة المدنيين ونقص الغذاء والدواء، في وقت تؤكد فيه القاهرة استمرارها في العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتخفيف معاناة الشعب السوداني ودعم مسار السلام الشامل.