في ليلة خالدة سُطرت على صفحات التاريخ، ارتقى منتخب «المغرب» للشباب إلى قمة المجد العالمي، بعدما حقق فوزًا أسطوريًا على نظيره «الأرجنتين»، بهدفين دون رد (2/0)، في نهائي «كأس العالم»، ليُثبت أنه قادر على تحدي الكبار ويكتب اسمه بحروف من ذهب في سجلات كرة القدم.
وخلال المباراة التي أُقيمت على ملعب «خوليو مارتينيز برادانوس» في سانتياغو، عاصمة تشيلي، سجل «ياسر زابيري» هدفي اللقاء خلال الشوط الأول، ليمنح بلاده إنجازًا تاريخيًا.
وجاء الهدف الأول عبر تسديدة رائعة من ركلة حرة نفذها «زابيري» في الدقيقة (12) من خارج منطقة الجزاء، واضعًا فريقه في المُقدمة.
أما الهدف الثاني، فقد أتى في الدقيقة (29) بعد هجمة مُرتدة من الجهة اليمنى قادها «عثمان ماعما»، الذي أرسل كرة عرضية تلقاها «زابيري» ليُسددها مباشرة بيسراه من مسافة قريبة داخل المرمى.
ودخل «المغرب» النهائي باحثًا عن مجد غير مسبوق، في مواجهة منتخب «الأرجنتين» الشاب، صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب (6 تتويجات).
وقدّم المنتخب المغربي، أداء لافتا طوال البطولة، أطاح خلاله بمنتخبات كبرى من بينها «إسبانيا والبرازيل والولايات المتحدة وفرنسا»، قبل أن يفرض كلمته أمام «الأرجنتين» بفضل انضباطه التكتيكي وصلابة دفاعه وفعالية هجومه بقيادة «الزبيري».
وبفضل هذا الفوز، أصبح «المغرب» أول دولة عربية تظفر بكأس العالم للشباب، بينما يعد ثاني بلد إفريقي يحصد اللقب بعد «غانا» التي تُوّجت به عام 2009 وخسرت النهائي مرتين في عامي 1993 و2001.
كما بات المنتخب المغربي أول فريق منذ (42) عامًا يتمكن من هزيمة الأرجنتين في نهائي كأس العالم تحت (20) سنة، ليُنهي سلسلة تفوق طويلة لمنتخب «التانغو» في المباريات النهائية.
فمنذ أن تفوقت «البرازيل» بقيادة نجومها «جورجينيو ودونغا وجيوفاني وبيبيتو» على غريمتها الأرجنتين في نهائي نسخة المكسيك 1983، نجحت الأرجنتين بعدها في التغلب على كل من البرازيل، وأوروغواي، وغانا، ونيجيريا، والتشيك لتظفر باللقب في جميع النهائيات التي خاضتها حتى موقعة سانتياغو اليوم.
وبخسارته اليوم، فشل منتخب «الأرجنتين» في توسيع رقمه القياسي كأكثر المنتخبات تتويجًا بكأس العالم للشباب، ليظل رصيده عند (6) ألقاب. ومنذ تتويجه الأخير في نسخة كندا 2007 عندما قاده النجم «سيرخيو أغويرو» للفوز على التشيك في تورونتو، لم يفلح «ألبيسيليستي» في العودة إلى سلم التتويج العالمي.
وهكذا، يُسدل الستار على بطولة لا تُنسى، كتب فيها منتخب «المغرب» للشباب اسمه في سجل الأبطال، ورفع راية الوطن عاليًا، ليُعلن للعالم أن المجد أصبح مغربيًّا عن جدارة.
حين يعلو النشيد المغربي في محافل العالم، لا يكون الحضور عابرًا… بل مجيدًا. في ميادين الشباب، كتب منتخب «المغرب» صفحة جديدة في سجِل «العرب»، ووصل إلى نهائي «كأس العالم»، كثاني منتخب عربي يُحقق هذا الإنجاز، رافعًا الراية ومُلهمًا الأجيال.
وفي التفاصيل، واصل منتخب «المغرب»، كتابة التاريخ في بطولة «كأس العالم للشباب» المُقامة في تشيلي، بعد أن أطاح بنظيره «فرنسا»، بركلات الترجيح بنتيجة (5/4)، ضمن منافسات نصف نهائي البطولة، وبلغ المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه.
وانتهى الوقت الأصلي للمباراة والشوطان الإضافيان بالتعادل (1/1) ليحتكم المنتخبان لركلات الترجيح التي ابتسمت للمغرب بنتيجة (5/4).
أصبح منتخب «المغرب» ثاني منتخب عربي يتأهل لنهائي كأس العالم للشباب بعد منتخب «قطر» الذي خسر نهائي بطولة 1981 أمام «ألمانيا الغربية» بنتيجة (4/0).
افتتح المنتخب المغربي باب التسجيل أولًا في الدقيقة (32) بعد تنفيذ «ياسر الزابيري» لركلة جزاء تصدى لها الحارس الفرنسي «ليساندرو أولميتا»، لكنها ارتدت منه إلى داخل الشباك مُسجلًا هدفًا عكسيًا منح التقدم للمنتخب المغربي.
ورغم تقدم «أشبال الأطلس»، ضغط المنتخب الفرنسي بقوة وتمكن من إدراك التعادل في الدقيقة (59) عن طريق «لوكاس ميشال».
واستمرت المباراة سجالًا بين المنتخبين مع أفضلية نسبية للمنتخب المغربي الذي حاول خطف هدف الفوز، لكنه لم ينجح في ذلك وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل (1/1).
واحتكم المنتخبان بعدها إلى الشوطين الإضافيين، لكن النتيجة بقيت على حالها، علمًا بأن اللقاء شهد طرد اللاعب الفرنسي «رابي نزينغولا» في الشوط الإضافي الثاني لحصوله على إنذارين.
ولجأ المنتخبان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية للمنتخب المغربي بنتيجة (5/4).
وهذه هي المرة الأولى التي يتأهل فيها المنتخب المغربي إلى «نهائي مونديال الشباب»، علمًا بأنه وصل إلى نصف النهائي في نسخة العام 2005.
وبهذا الفوز التاريخي، يضرب منتخب «المغرب» موعدًا في المباراة النهائية مع الفائز من مواجهة نصف النهائي الأخرى التي تجمع بين «الأرجنتين وكولومبيا». ومن المقرر أن تُقام المباراة فجر يوم (الإثنين) المُقبل.
بخُطى ثابتة، يُواصل منتخب «المغرب» للشباب كتابة التاريخ، وهذه المرة على حساب نظيره «الأمريكي»، بنتيجة (3/1) ضمن منافسات دور ربع نهائي بطولة «كأس العالم للشباب». لم يكن الفوز مجرد تأهل، بل رسالة واضحة بأن الكرة المغربية تزهر من الجذور، وأن المستقبل يُصنع الآن، بأقدام شباب لا يعرفون المستحيل.