أكد رئيس مجلس الأعمال الروسي-العربي سيرغي غوركوف أن الجزائر تمثل اليوم أحد أهم الأسواق الواعدة للشركات الروسية في القارة الإفريقية والعالم العربي،
مشيرا إلى أنّ العلاقات الاقتصادية بين موسكو والجزائر تشهد ديناميكية جديدة قائمة على الشراكة المتوازنة وتكامل المصالح.
وفي تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الروسية RIA Novostiاليوم السبت، قال غوركوف إن الجزائر والعراق يعدان من أبرز الدول العربية التي تمتلك إمكانات كبيرة للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي، موضحا أن “الجزائر توفر قاعدة صلبة لنموّ الشراكات بفضل استقرارها السياسي ووفرة مواردها البشرية والطبيعية، إلى جانب إرادة الدولة في تنويع الاقتصاد وتوسيع الاستثمار الأجنبي”.
وأضاف غوركوف أن الآفاق المستقبلية للتعاون الروسي-الجزائري تشمل مجالات الزراعة، وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات الدوائية، والمجال الصناعي، مشيرا إلى أن الشركات الروسية تبدي اهتماما متزايدا بالاستثمار في هذه القطاعات، لما تتيحه الجزائر من بيئة واعدة وموقع استراتيجي يسمح بالوصول إلى الأسواق الإفريقية.
وفي تحليله لواقع العلاقات الثنائية، أبرز غوركوف أن الجزائر تعد بوابة اقتصادية لإفريقيا ومركزا إقليميا محتملا لتصدير البضائع الروسية نحو القارة، لاسيما في ظل التطور الكبير الذي تعرفه البنية التحتية الجزائرية في الموانئ والطرق واللوجستيات. كما نوه إلى أن الجزائر “تمتلك سياسة اقتصادية متوازنة، تجمع بين حماية الإنتاج الوطني وتشجيع الشراكات ذات القيمة المضافة”.
ورغم إشارته إلى بعض التأخر المرتبط بإجراءات الشهادات والتراخيص، إلا أن غوركوف أكد أن هذه العقبات “قابلة للحل بالتنسيق المؤسسي”، وأن ما يهم الجانب الروسي هو “العمل المنهجي والمستدام مع شركاء جزائريين يتمتعون بالكفاءة والجدية”.
ويأتي هذا التصريح في سياق التحول الاستراتيجي الذي تشهده العلاقات الجزائرية-الروسية خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع حجم المبادلات التجارية وتوسعت مجالات التعاون من الطاقة والدفاع إلى الزراعة والتكنولوجيا والتعليم العالي. كما تشهد الجزائر اهتماما متزايدا من الشركات الروسية الراغبة في الاستثمار في السوق المحلية والمشاركة في مشاريع التحول الصناعي والرقمي.
ويعتبر المراقبون على أن تصريحات غوركوف الأخيرة تعكس ثقة الجانب الروسي في قدرات الاقتصاد الجزائري، خاصة بعد نجاح الجزائر في تحقيق توازن مالي وتحسين بيئة الاستثمار، فضلا عن تبنيها لرؤية تنموية جديدة تجعلها أكثر انفتاحا على الشركاء الاستراتيجيين.
وفي ضوء هذا الاهتمام الروسي المتجدد، يبدو أن الجزائر تتجه لترسيخ مكانتها كفاعل اقتصادي إقليمي محوري، مستفيدة من موقعها الجغرافي، ومواردها الطبيعية الهائلة، وقرارها السيادي في بناء شراكات متوازنة مع الشرق والغرب على حد سواء.