أكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج في جمهورية مصر العربية، الدكتور بدر عبدالعاطي، أن بلاده تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في السودان، مشيرًا إلى أن مصر معنية في المقام الأول بكل ما يحدث في الدولة الشقيقة، وتسعى لإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني من خلال العمل على التوصل إلى هدنة إنسانية شاملة تقود إلى وقف فوري لإطلاق النار، تمهيدًا لبدء عملية سياسية جامعة لا تُقصي أحدًا.
وجاءت تصريحات الوزير المصري خلال مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة مع وزير خارجية جمهورية المالديف الدكتور عبدالله خليل، حيث تناول الجانبان التطورات الإقليمية والجهود الدبلوماسية المصرية لحل الأزمات في المنطقة.
وأوضح عبدالعاطي أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجّه الدعوة إلى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لزيارة القاهرة، مؤكدًا أن اللقاء شهد تأكيدًا واضحًا على دعم الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، مع التشديد على ضرورة وقف الحرب التي تدمر مقدرات الشعب السوداني والحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.
وأشار الوزير إلى أن هناك تحركات جادة من جانب الرباعية الدولية، التي تضم مصر، السعودية، الإمارات، والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن إعلان الرباعية الصادر في سبتمبر الماضي يمثل خريطة طريق واضحة لوقف القتال وبدء العملية السياسية. كما شدد على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق السودان، وخاصة مدينة الفاشر ودارفور، ووقف تدفق الأسلحة من الخارج لضمان عودة الاستقرار.
وفي سياق متصل، تناول وزير الخارجية المصري التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، موضحًا أن مصر تبذل جهودًا مكثفة بالتعاون مع الدول العربية والإسلامية والشركاء الدوليين لعقد المؤتمر في الأسبوع الثالث أو الرابع من نوفمبر المقبل. وأشار إلى أن المؤتمر سيُركّز على دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة آثار الحرب الأخيرة، من خلال توفير الملاذات الآمنة، وإزالة الركام، وتقديم الخدمات الأساسية كالمياه والصحة والصرف الصحي.
وأكد عبدالعاطي أن القاهرة تتعاون مع الأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي واليابان وغيرها من الدول المانحة لتعبئة الموارد اللازمة لإعادة الإعمار، موضحًا أن الأولوية ستكون لفتح الطرق وإزالة المتفجرات وتوفير الاحتياجات العاجلة للسكان.
واختتم الوزير المصري تصريحاته بالتأكيد على أن مصر لن تتوقف لحظة واحدة عن جهودها لدعم الشعبين السوداني والفلسطيني، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي، مشددًا على أن الهدف هو إنهاء معاناة المدنيين وتثبيت الاستقرار وإعطاء الأمل في مستقبل أفضل لشعوب المنطقة.