أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الانتقالي السوري، أحمد الشرع، أول محادثات مباشرة بينهما منذ تولي تحالف الجماعات الإسلامية السلطة في دمشق في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.
ودعا القائد الميداني السابق، الذي ترأس سابقًا "هيئة تحرير الشام"، البلدين إلى "إعادة ضبط العلاقة المعقدة" بينهما.
وأيّد بوتين هذه الفكرة، ووصف بالنجاح الكبير الانتخابات البرلمانية في سوريا، التي عُقدت في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بمبادرة من السلطات الجديدة.
وقد أكد خبير شؤون الشرق الأوسط، أنطون مارداسوف، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا" أن جدول أعمال المفاوضات بين روسيا وسوريا حاليًا كان شاملا لمواضيع كثيرة، بدءًا من تشغيل القاعدتين الروسيتين، وصولًا إلى تمديد اتفاقيات تقنية مختلفة قائمة منذ عهد الأسد.
أما بالنسبة لتسليم الأسد، فلا يمكن للرئيس السوري (الشرع) التهرب من هذه المسألة، وفقًا لمارداسوف، وقال: "بطبيعة الحال، لا يطرح ذلك في صيغة إنذار. فالشرع مُضطرٌّ ببساطةٍ لإثارة هذه القضية لأغراضٍ سياسيةٍ داخليةٍ بالدرجة الأولى، وإلا فلن يفهمه حلفاؤه. إنها في الجوهر مسألةٌ بروتوكوليةٌ، ويتعيّن على دمشق معالجتها لأسبابٍ مُختلفة. ومع ذلك، فهم يُدركون تمامًا أن موسكو لا تستطيع فعل ذلك (تسليم الأسد) لأسبابٍ تتعلق بسمعتها".
سوريا تعيد ضبط علاقاتها مع روسياعُقد في الكرملين لقاء تاريخي بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع.
وأعلنت قيادة الجمهورية العربية السورية أن روسيا ستلعب دورًا مهمًا في بناء "سوريا الجديدة"، إلا أن العلاقات بين موسكو ودمشق تنتظر "إعادة ضبط"زيارة الشرع إلى موسكو تؤكد متانة العلاقات الروسية السورية وترسم آفاقًا استراتيجية جديدة
ووفقًا للمستشرق كيريل سيمينوف، تُثبت زيارة الشرع أن العلاقات بين روسيا وسوريا لا تزال استراتيجية بطبيعتها، وأنها تتطور بثبات، وتغطّي طيفًا واسعًا من المجالات.
وأشار إلى أن اللقاء في الكرملين رسّخ فعليًا الشرعية النهائية للسلطات السورية الجديدة في نظر موسكو.
وقال: "تم نفي "الطبيعة القسرية"، التي رُوّج لها في الغرب، لبعض الاتصالات نفيًا قاطعًا. لقد تجاوزت روسيا وسوريا أعباء الماضي، وإن لم ترتقيا بالعلاقات إلى سوية جديدة نوعيًا، فعلى الأقل استعادت (العلاقات) زخمها الإيجابي، ما يفتح آفاقًا استراتيجية واسعة. والآن، ترسم موسكو ودمشق معالم جديدة لعلاقاتهما الثنائية. لم ينفوا في الكرملين احتمال أن يكون بوتين والشرع قد تطرّقا، خلال المحادثات المغلقة، بطريقة أو بأخرى إلى موضوع القواعد الروسية في سوريا- القاعدة البحرية اللوجستية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية".