المغرب العربي

اشتباكات مسلحة جديدة تهز مدينة الزاوية الليبية بين فصائل موالية للدبيبة

الخميس 16 أكتوبر 2025 - 06:16 م
هايدي سيد
الأمصار

شهدت مدينة الزاوية غرب العاصمة الليبية طرابلس، صباح الخميس، اشتباكات مسلحة عنيفة بالأسلحة الصغيرة والمتوسطة بين مجموعتين مسلحتين مواليتين لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، إثر محاولة اغتيال قيادي بارز في أحد التشكيلات المسلحة.

وأفاد شهود عيان بأن قائد ميليشيا "قوة احتياط الزاوية" محمد سليمان الملقب بـ "تشارلي" ومرافقه عبد الرحمن كارزو أُصيبا بجروح خطيرة إثر استهداف سيارتهما بقذيفة «آر بي جي»، أطلقتها مجموعة مسلحة تابعة لما يُعرف بمحمد بحرون «الفار». وأُسعف المصابان إلى عيادة محلية وسط حالة استنفار أمني وتحشيدات مسلحة، فيما التزمت حكومة الوحدة الصمت حيال التطورات الأخيرة.

ووفق مصادر مطلعة، ينتمي المستهدف إلى ما يُعرف بجهاز «دعم الاستقرار» برئاسة حسن أبو زريبة، وأسفر الهجوم عن انقلاب السيارة في طريق المصفاة، أحد أكثر الطرق توتراً في المدينة. 

ومع تصاعد وتيرة إطلاق النار بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، أعلنت السلطات المحلية تعليق الدراسة في المدارس الواقعة ضمن نطاق الاشتباكات ليوم واحد، حرصاً على سلامة التلاميذ.

ويُذكر أن المدينة سبق أن شهدت اشتباكات في الأسبوع الماضي بين ميليشيات مسلحة، أسفرت عن مقتل أحد عناصر "قوات 52" التابعة للمنطقة الغربية، فيما تتكرر المواجهات المسلحة في الزاوية منذ أعوام نتيجة النزاعات على النفوذ ومصادر التمويل، ما جعلها واحدة من أكثر المدن اضطراباً في غرب ليبيا.

ورأى الناشط الحقوقي ناصر الهواري أن ما يحدث في الزاوية يعكس صراعات قديمة بين الميليشيات لتصفية الحسابات بين قياداتها، محملاً حكومة الوحدة المسؤولية عن عدم إنهاء الوضع الميليشياوي، مشيراً إلى أن تغوّل هذه التشكيلات جعلها «أقوى من مؤسسات الدولة». 

وأضاف الهواري أن أي اضطراب في الزاوية يهدد أمن طرابلس والساحل الغربي بأكمله، في ظل استمرار انتشار السلاح وغياب مظاهر الدولة.

وسبق أن أطلقت حكومة الدبيبة عملية «صيد الأفاعي» في يناير الماضي للقضاء على ما وصفته بـ«أوكار الإجرام» في الزاوية، إلا أن العملية انتهت بمصالحة قبلية بعد استخدام الطائرات المسيّرة، فيما اعتبر مسؤولون محليون ما يحدث اليوم امتداداً لمسلسل الإفلات من العقاب، حيث يتحول الشارع إلى ساحة لتصفية الحسابات وسط غياب القانون.

ويأتي هذا الوضع المتوتر بالتوازي مع اجتماعات دولية وأوروبية تهدف لمتابعة ملف الهجرة والحدود في ليبيا، حيث شدد الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على ضرورة التعاون مع السلطات الليبية لمكافحة الإرهاب وجرائم التهريب، في محاولة للحد من نشاط الشبكات الإجرامية المنظمة التي تهيمن على الساحل الغربي وتشمل مناطق زوارة وصبراتة وورشفانة.