قال وزير الاقتصاد اللبناني عامر البساط إن من المتوقع أن يقر مجلس الوزراء اللبناني قريبًا قانونًا طال انتظاره لإعادة هيكلة الديون، على أن يُحال بعد ذلك إلى البرلمان، مضيفًا أن صانعي السياسات على تواصل يومي مع صندوق النقد الدولي.
ويسعى لبنان حثيثًا للخروج من أزمة اقتصادية حادة ناجمة عن عقود من الإنفاق المفرط للنخبة الحاكمة، والتي أدت إلى انهيار الاقتصاد في أواخر عام 2019، مع منع المودعين من الوصول إلى أموالهم وإغلاق البنوك المثقلة بالديون.
ويُعد قانون الفجوة المالية أساس الإصلاح المالي والاقتصادي، إذ ينظم توزيع الخسائر بين الدولة والبنك المركزي والبنوك التجارية والمودعين، وفق وكالة "رويترز".ورداً على سؤال حول التقدم المحرز في هذا الملف، قال البساط إن تركيز الحكومة ينصب على إعداد تشريع جيد لا على إحراز تقدم سريع. وأضاف في تصريحاته لـ"رويترز"على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي أمس الثلاثاء: "الفكرة هي عرضه ومناقشته في مجلس الوزراء، وإقراره، ثم إحالته إلى البرلمان"، متوقعًا أن يتم ذلك قريبًا.
وأكد الوزير أن وجود قانون جيد أهم من إنجازه سريعًا.
أحجم البساط عن إعطاء تفاصيل عن الأرقام التي يجري مناقشتها، وقال إن المسودة ستتبع ثلاثة مبادئ؛ أن يسترد المودعون أموالهم مع مرور الوقت، وأن يتم ذلك دون أي تقليص للودائع، وأن يضمن أي حل تعافي القطاع المصرفي. وأوضح أن صغار المودعين سيحصلون على أموالهم بشكل أسرع من كبار المودعين.
وأشار البساط كذلك إلى أنه يعقد اجتماعات يومية مع مسؤولي صندوق النقد الدولي، رافضًا تأكيد ما إذا كان سيلتقي حاملي السندات خلال الاجتماعات في واشنطن، لكنه شدد على أن العلاقات بين السلطات والمستثمرين "جيدة وودية وإيجابية".
وأضاف البساط، الذي شغل سابقًا منصب الرئيس العالمي للأسواق الناشئة في شركة بلاكروك، أن المستجدات في منطقة الشرق الأوسط قد تؤدي إلى تغيير إيجابي كبير للبنان.
وقال: "من المحتمل أن يكون هذا التغيير جيدًا جدًا وإيجابيًا للغاية بالنسبة للبنان… دعونا لا ننسى أننا ما زلنا في خضم حرب، لكن هناك احتمال أن يؤدي استعادة الاستقرار والأمن إلى استفادة كبيرة للبنان".
كما أشار الوزير إلى أن الحكومة تتوقع مشاركة مئات المستثمرين في مؤتمر (بيروت 1)، المقرر عقده في نوفمبر المقبل، والذي يهدف إلى إحياء مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد اللبناني.
وقال البساط: "هناك اهتمام كبير بتصور اليوم التالي… الجميع يدرك أن التحديات هائلة وأن الطريق لا يزال طويلاً، لكن أعتقد أن الناس يقولون إنه لا بأس من البدء في تخيل كيف ستكون الأمور بعد ذلك".