وسط الأزقة العتيقة للموصل القديمة، حيث ما زالت الجدران تهمس بما مرّ عليها من دمار وتاريخ، عاد الصوت الذي غاب. «جامع الرابعية»، أحد معالم المدينة العريقة، يُفتح من جديد، كأن الحجر يستعيد ذاكرته، وكأن «الموصل» تبدأ كتابة فصل جديد من نهوضها الصامت.
وفي هذا الصدد، أعلنت محافظة «نينوى» العراقية، افتتاح جامع الرابعية في «قلب الموصل القديمة» بعد اكتمال أعمال إعادة الإعمار، ليعود واحدًا من أبرز المعالم الدينية والتراثية التي تُجسّد تاريخ المدينة.
وقال محافظ نينوى، «عبد القادر الدخيل»، إن «هذا الجامع يُعد من أقدم المساجد التراثية في الموصل، ويتميز بطابعه المعماري الفريد وزخارفه الجصّية التي تُمثّل روح العمارة الموصلية القديمة»، مُضيفًا أن «الجامع تعرّض خلال معارك تحرير الموصل إلى أضرار كبيرة أدت إلى تهدّم أجزاء واسعة منه».
وأوضح «الدخيل»، أن «أعمال الإعمار نُفذت بدعم من منظمة أليف وبالتعاون مع عدد من الجهات الدولية والمحلية، لتُعيد الحياة إلى هذا الصرح التراثي العريق»، مُؤكّدًا أن «افتتاحه اليوم يُمثل خطوة مهمة في مسار إعادة إحياء الموصل القديمة وترميم هويتها التاريخية».
يُشار إلى أن «جامع الرابعية» شُيّد عام 1766 واحتوى على مصلى زينت، وجدرانهُ زُينت بحجر المرمر الأزرق، مع نقوش وزخارف كثيرة، كما أنه يضم مدرسة لتعليم القرآن والحديث والفقه.
على صعيد آخر، في مشهد مأساوي يعكس هشاشة الأرواح أمام ألسنة اللهب، شهدت «الشركة الوطنية للتقسيط» في حي التأميم شرقي مدينة «الموصل» العراقية، حريقًا مهولًا أوقع عددًا من الإصابات، وترك خلفه خرابًا هائلًا، في حادثة تركت الجميع في حالة من الحزن والأسى.
وفي هذا الصدد، أعلن «مصدر بمديرية الدفاع المدني في نينوى»، إصابة (9) عناصر من المديرية بحالات اختناق خلال مشاركتهم في إخماد حريق «هائل» اندلع بمبنى الشركة الوطنية للتقسيط في حي التأميم شرقي «الموصل» مركز المحافظة، مُشيرًا إلى «نقل المصابين إلى مستشفى السلام لتلقي الإسعافات اللازمة».
وأوضح المصدر، أن «حالتهم الصحية مستقرة وتحت المراقبة الطبية»، مُؤكّدًا أن «رجال الإطفاء الآخرين واصلوا جهودهم في السيطرة على الحريق وتحييد ألسنة اللهب ومنعها من الوصول إلى المحال التجارية والمنازل المجاورة، بمشاركة (17) عجلة إطفاء، وبعد جهود استمرت أكثر من خمس ساعات تم إخماده الحريق».
وعن أسباب الحريق، قال المصدر: إن «التحقيقات الأولية تُشير إلى أن الحريق قد يكون ناجمًا عن تماس كهربائي، إلا أن القرار النهائي بيد الأدلة الجنائية بعد استكمال الفحوصات»، مُؤكّدًا أن «الحريق تسبب بخسائر مادية كبيرة تمثلت بتلف أدوات كهربائية ومنزلية كانت مخزونة داخل المستودع».
من ناحية أخرى، زيارة مُرتقبة لرئيس الوزراء العراقي، «محمد شياع السوداني» إلى الموصل خلال الأسبوع الجاري، يُنتظر أن تعكس توجهًا سياسيًا وتنمويًا نحو تعزيز حضور الدولة في المدينة، من خلال افتتاح «المطار وإطلاق مشاريع إعادة إعمار».