ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن هناك تحركات مكثفة لتشكيل قوة دولية متعددة الجنسيات تمهيداً لنشرها داخل قطاع غزة، بهدف ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بوساطة عربية ودولية.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية رفيعة المستوى، إن المشاورات بين الأطراف المعنية تسير بخطوات متسارعة، بمشاركة الولايات المتحدة ومصر والأردن وعدد من الدول الأوروبية، مشيرة إلى أن الخطة النهائية لتشكيل هذه القوة قد يتم الإعلان عنها رسميًا خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن مهام القوة الدولية ستشمل الحفاظ على النظام العام في غزة، وضمان عدم تجدد الأعمال العسكرية، إضافة إلى مراقبة تنفيذ التفاهمات الخاصة بوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. كما ستتولى الإشراف على عمليات إعادة الإعمار وضمان دخول المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية إلى المدنيين في مختلف مناطق القطاع.
وأضافت الصحيفة أن الخطة تتضمن نشر نحو ألف جندي دولي على الأقل داخل غزة، وهو ضعف العدد الذي كان مقترحًا في المرحلة الأولى، حيث كان الحديث يدور حول إرسال 500 جندي فقط. وستضم القوة عناصر من دول أوروبية وآسيوية، تحت إشراف الأمم المتحدة أو قيادة مشتركة بين عدة دول.
وأشارت "معاريف" إلى أن إسرائيل ستبدأ المرحلة الثانية من انسحاب قواتها العسكرية من قطاع غزة تزامنًا مع دخول هذه القوة الدولية إلى الميدان في مطلع شهر نوفمبر المقبل، في إطار خطة انسحاب تدريجية تشمل إعادة انتشار القوات الإسرائيلية في محيط القطاع، مع استمرار الرقابة الجوية والاستخباراتية.
وبحسب التقرير، فإن الدور الأكثر حساسية للقوة الدولية سيكون في الإشراف على دخول آلاف العناصر الأمنية الفلسطينية الذين من المقرر أن يتسلموا إدارة الوضع الميداني تدريجيًا بعد انتهاء فترة التدريب في مصر والأردن، حيث يجري إعدادهم لتولي مسؤوليات أمنية وإدارية بإشراف مباشر من خبراء أوروبيين وأمريكيين.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن هذه الترتيبات تهدف إلى منع أي فراغ أمني في القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلي، وضمان انتقال منظم للسلطة الميدانية بما يحقق الاستقرار ويمنع تجدد المواجهات المسلحة.
ويأتي ذلك في ظل تحركات دبلوماسية متواصلة تقودها مصر والولايات المتحدة وقطر بالتنسيق مع الأمم المتحدة، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم، ووضع آلية تنفيذ واضحة لإعادة إعمار غزة، وسط مخاوف إسرائيلية من انهيار الاتفاق في حال تأخر نشر القوة الدولية أو فشلها في ضبط الأوضاع الأمنية داخل القطاع.