أعرب وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية، هاميش فالكونر، عن تقدير المملكة المتحدة لجميع الجهود التي بذلت من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجميع الوسطاء الإقليميين والدوليين الذين ساهموا في إنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا أن التنسيق المستمر بين هذه الأطراف كان السبب الرئيسي في الوصول إلى لحظة التهدئة.
وقال فالكونر، في مقابلة خاصة مع قناة سكاي نيوز الإخبارية اليوم الأربعاء، إن موقف المملكة المتحدة منذ اندلاع الحرب على غزة كان واضحًا وثابتًا، وهو الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين، مشددًا على أن الفضل الكبير في تحقيق ذلك يعود إلى الجهود الدبلوماسية المكثفة لكل من مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، إلى جانب الرئيس ترامب الذي لعب – بحسب وصفه – "دورًا فعالًا وحاسمًا في تجاوز العقبات والوصول إلى صيغة توافقية".
وأضاف الوزير البريطاني أن بلاده تتابع عن كثب تنفيذ بنود اتفاق شرم الشيخ للسلام، خاصة ما يتعلق بوقف التصعيد وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكدًا أن لندن تتعامل مع الملف الإنساني باعتباره أولوية مطلقة في هذه المرحلة الدقيقة.
وشدد فالكونر على الأهمية القصوى لملف إعادة إعمار غزة، مشيرًا إلى أن بريطانيا بادرت، عقب اتفاق وقف إطلاق النار، إلى تنظيم مؤتمر دولي في لندن بمشاركة عدد من الدول المانحة والمنظمات الأممية، لبحث آليات دعم عملية الإعمار وإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة في القطاع.
وأوضح أن المناقشات خلال المؤتمر ركزت على تسهيل دخول المساعدات وفتح المعابر بشكل كامل، مشيرًا إلى أن الحكومة البريطانية دعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه غزة، وعدم الاكتفاء بالتصريحات، بل البدء فعليًا في عملية إعادة الإعمار بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية.
وأكد المسؤول البريطاني أن هناك العديد من القضايا الملحّة في الشرق الأوسط، غير أن قضية غزة تظل على رأس أولويات السياسة الخارجية البريطانية، موضحًا أن بلاده تعتزم لعب دور محوري في المرحلة الثانية من خطة السلام، عبر دعم جهود التنمية والبنية التحتية، وتعزيز الشراكات الإنسانية مع الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتها مصر التي وصف دورها بـ"الاستثنائي والحاسم" في تحقيق التهدئة.