في لحظة مشحونة بالتوتر والرسائل غير المُعلنة، حرّكت «حماس» ملف الجثامين المُجمّد منذ أسابيع، مُسلّمة أربعة من رفات «الرهائن الإسرائيليين»، لتأتي الاستجابة سريعة من الجانب الإسرائيلي بإعادة فتح «معبر رفح» المُغلق، في خطوة تحمل أكثر من رسالة سياسية وميدانية.
وفي التفاصيل، أعادت «السُلطات الإسرائيلية»، اليوم الأربعاء، فتح معبر رفح الحدودي جنوب «قطاع غزة»، بعد أن سلّمت «حماس» جثث أربعة رهائن إسرائيليين ليلة أمس الثلاثاء.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن القرار جاء في إطار التزامات «اتفاق وقف إطلاق النار»، ويشمل استئناف حركة العبور من وإلى القطاع، بالإضافة إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وأفادت قناة «كان» العبرية، أن الحكومة الإسرائيلية قرّرت رفع القيود المفروضة على المعبر بعد تسلّم الجثث، مُشيرة إلى أن «حماس» أعربت عن نيّتها تسليم رفات رهائن إضافيين اليوم الأربعاء.
يُذكر أن الاتفاق ينص على تسليم «حماس» ما مجموعه (28) جثمانًا. وباحتساب أنه تم تسليم أربع جثث ليلة أمس الثلاثاء، لا يزال لدى الحركة (20) جثمانًا لم تُسلّمها بعد.
وبين «تسليم الجثامين وإعادة فتح المعبر»، لا يبدو أن المشهد في طريقه إلى «التهدئة الكاملة»، بل إلى جولة جديدة من الحسابات الدقيقة، حيث تبقى كل خطوة مرهونة بردٍّ مضاد، في صراع لا يزال يتحرك بين الحياة والموت، والرسائل الصامتة.
في خطوة تحمل دلالات ثقيلة في التوقيت والمضمون، أبلغت حركة «حماس» الوسطاء بنيّتها تسليم جثامين (أربعة) رهائن إسرائيليين، ما أعاد ملف الأسرى والمفقودين إلى واجهة التصعيد، وفتح أبواب التكهنات حول المرحلة المُقبلة في الحرب المُعقّدة.
وفي التفاصيل، أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» نقلا عن مصادرها، بأن «حماس» أبلغت الوسطاء بنيّتها تسليم جثامين (4) رهائن إسرائيليين آخرين اليوم الأربعاء.
وبهذا يرتفع إجمالي عدد جثامين الرهائن المُسلّمة إلى إسرائيل إلى (12) جثمانًا.
ووفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، يتعيّن على «حماس» تسليم ما مجموعه (28) جثمانًا. وبعد تسليم أربع جثامين يوم الثلاثاء، لا يزال لدى الحركة (20) جثمانًا.
وأشارت «حماس» إلى وجود صعوبات في العثور على الرفات بين الأنقاض، بعد عامين من الحرب في قطاع غزة.
في المقابل، ترى تقارير إعلامية أن إسرائيل تعتبر ذلك «أسلوبًا للمُماطلة»، وتسعى إلى تقييد دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والإبقاء على معبر رفح الحدودي مع «مصر» مُغلقًا حتى يتم تسليم جميع جثامين الرهائن.
وبحسب «تايمز أوف إسرائيل»، وصلت توابيت يُعتقد أنها تحتوي على رفات أربعة رهائن إلى مركز الطب الشرعي في تل أبيب لإجراء عملية التعرّف على الهوية، والتي قد تستغرق ما يصل إلى يومين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن «حماس» سلّمت الجثامين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساء أمس الثلاثاء، دون الكشف عن هويات أصحابها.
وكانت «حماس»، قد أطلقت يوم الإثنين سراح آخر (20) رهينة لا يزالون على قيد الحياة، وسلمتهم إلى «الصليب الأحمر»، قبل أن يعودوا إلى إسرائيل بعد (738) يومًا من الأسر.
بين نيران السياسة والتهديدات المباشرة، تتصدر أزمة «نزع سلاح حماس» المشهد بعد تحذير ناري من الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب». وبينما تردد صدى هذه الرسالة في أروقة السُلطة الإسرائيلية، جاء إعلان «نتنياهو» بأنه استوعب حجم التهديد، ليزيد من وتيرة التوتر ويضع المنطقة على شفا لحظة فاصلة.