أكد الدكتور ياسر حجازي، رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة، في كلمته خلال حفلات تخرج دفعة عام 2025، أن هذا اليوم يمثل نقطة تحول هامة في حياة الخريجين، فهو يوم الحصاد والتتويج لسنوات من الجهد والمثابرة، وخطوة أولى نحو مستقبل مليء بالمسؤولية والطموحات.
ووجّه حجازي تحية خاصة لأولياء الأمور، واصفًا إياهم بـ"شركاء النجاح" والداعمين الأوائل لأبنائهم، مشيدًا بالقيم والمبادئ التي غرسوها في نفوسهم منذ البداية.
وعبّر رئيس الجامعة عن فخره واعتزازه بالوقوف على رأس هذه المؤسسة التعليمية الرائدة، التي تُعد نموذجًا يُحتذى به بين الجامعات العابرة للحدود، مشيرًا إلى أن الجامعة خرّجت حتى اليوم أكثر من 30 ألف خريج من شباب مصر المتميزين الذين أصبحوا "قادة في العمل والإنتاج والنجاح، ورموزًا في الأدب والثقافة والتقدم".
وأضاف أن الجامعة الألمانية بالقاهرة تمثل نموذجًا للتميز الأكاديمي وجودة البحث العلمي والتأثير المجتمعي، لافتًا إلى أن منظومة النجاح داخل الجامعة تقوم على تنوع البرامج الدراسية وحداثتها، ودمج التعلم بالبحث العلمي والتدريب العملي، إلى جانب التقييم المستمر وكفاءة أعضاء هيئة التدريس، مع اعتبار الطالب شريكًا فاعلًا في العملية التعليمية.
وكشف حجازي عن إضافات أكاديمية جديدة تعزز مكانة الجامعة هذا العام، من أبرزها اتفاقية لمنح درجة الماجستير المشتركة في مجال هندسة وعلوم الحاسب (Computer Science and Engineering) بين الجامعة الألمانية بالقاهرة وجامعة أولم بولاية “بادن فورتمبيرغ” في ألمانيا، إلى جانب افتتاح وتشغيل كلية طب الفم والأسنان لتكون نواة لمجمع علمي متكامل يشمل جميع التخصصات الطبية.
وفي رسالة مؤثرة إلى الخريجين، شدّد حجازي على أن قيمة الإنسان تُقاس بما يمتلكه من علم وما يقدمه من نفع للآخرين، مؤكدًا أن "ما ينفع الناس من علم وأدب وتكنولوجيا هو الذي يبقى في الأرض". ودعاهم إلى العمل الجاد والابتكار والتمسك بالقيم، معتبرًا أن "الصدق والاجتهاد والأمانة" يجب أن تكون بوصلة حياتهم ومفتاح نجاحهم المستقبلي.
كما تناول رئيس الجامعة التحديات التكنولوجية المعاصرة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، داعيًا الخريجين إلى التفاعل الإيجابي مع هذه التحولات واستثمارها في تحقيق التنمية، محذرًا من مخاطر تسخير التقدم العلمي لأغراض سلبية إن لم يُوجَّه بالعلم والأخلاق والمسؤولية.
واختتم حجازي كلمته بالتأكيد على أن الفضيلة هي الأساس الذي يقوم عليه كل نجاح، قائلًا: “قبل أن تحملوا لقب عالم أو مهندس أو رائد أعمال، تذكّروا أن القيمة الحقيقية للعلم والإنجاز لا تكتمل إلا إذا ارتبطت بحسن الخلق والقدرة على اتخاذ القرار الصائب”.
وأشار إلى أن القيم الإنسانية الرفيعة مثل الصدق، الرحمة، الشجاعة، العدالة، التضحية، الشرف، والتواضع لم تفقد بريقها رغم تسارع الزمن، وستظل هي النبراس الذي يقودكم نحو العمل الهادف، والبحث المخلص، والسعي الدؤوب لتكونوا بحق صُنّاع الغد وقادة المستقبل.