اقتصاد

الأسهم الأمريكية تهبط مع تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين

الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 - 10:54 م
مصطفى سيد
الأمصار

شهدت الأسواق الأميركية تراجعاً جماعياً، اليوم الثلاثاء، مع عودة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى الواجهة، الأمر الذي أعاد حالة القلق إلى وول ستريت بعد فترة وجيزة من الانتعاش النسبي خلال بداية الأسبوع.

وبحسب وكالة «أسوشييتد برس»، فقد انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1%، بينما خسر مؤشر داو جونز الصناعي نحو 383 نقطة، أي ما يعادل 0.8% حتى الساعة التاسعة وسبعٍ وخمسين دقيقة صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، في حين تراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.5% متأثراً بتراجع أسهم التكنولوجيا الكبرى.

ويأتي هذا التراجع بعد سلسلة تقلبات حادة شهدتها الأسواق الأميركية خلال الأيام الماضية، إذ أنهت وول ستريت تعاملات الجمعة على أسوأ أداء لها منذ شهر أبريل الماضي، قبل أن تعوض بعض خسائرها يوم الإثنين بأفضل جلسة تداول منذ مايو، في ظل تضارب التوقعات بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين.

وقالت الوكالة إن وزارة التجارة الصينية أعلنت فرض حظر تعامل الشركات الصينية مع خمس شركات تابعة لـ«هانوا أوشن» الكورية الجنوبية المتخصصة في بناء السفن، وهي خطوة اعتبرها محللون "رداً غير مباشر" على إجراءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة تنشيط صناعة السفن داخل الولايات المتحدة.

هذا التطور تسبب في موجة تراجع بالأسواق الآسيوية والأوروبية أيضاً، مع ازدياد المخاوف من اتساع نطاق الحرب التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، وهو ما يهدد النمو العالمي وسلاسل التوريد الدولية، خاصة أن النزاع الأميركي الصيني يمثل المحور الأكثر تأثيراً في الاقتصاد العالمي.

التقارير الاقتصادية أشارت إلى أن الشحن البحري وصناعة السفن أصبحا ساحة جديدة للصراع التجاري بين الجانبين، بعد دخول رسوم جمركية متبادلة جديدة حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء.

ورغم تجنب الاقتصاد الأميركي حتى الآن تداعيات كبرى من هذه السياسات، إلا أن محللين حذروا من أن استمرار فرض الرسوم الانتقامية قد يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج وارتفاع الأسعار للمستهلكين الأميركيين.

في سياق متصل، ساهم الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية في تعطيل نشر تقارير اقتصادية مهمة، مثل بيانات التضخم والوظائف، مما جعل المستثمرين يعتمدون على نتائج أرباح الشركات الكبرى لتقييم الوضع الاقتصادي الحقيقي.

أما على صعيد الشركات، فقد انخفض سهم بنك جي بي مورغان تشيس بنسبة 3.8% رغم تسجيله أرباحاً فاقت التوقعات، بينما ارتفع سهم ويلز فارغو بنسبة 3.5% نتيجة أداء فصلي قوي. في المقابل، تراجع سهم جونسون آند جونسون بنسبة 1.8% عقب إعلانها فصل قسم جراحة العظام ضمن شركة مستقلة.

وفي سوق السندات الأميركية، استقرت عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات عند مستوى 4.04% مقارنة بـ4.05% نهاية الأسبوع الماضي، في حين ظلت الأسواق مغلقة أمس الإثنين بسبب عطلة رسمية.

ويؤكد مراقبون أن استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل العلاقات بين واشنطن وبكين سيبقي الضغط قائماً على الأسهم الأميركية في المدى القصير، وسط ترقب المستثمرين لأي مؤشرات تهدئة قد تصدر عن الجانبين خلال الأسابيع المقبلة.