لم تكن مجرد أمطار، بل كانت فيضانات من الغضب والطوفان... «المكسيك»، المنكوبة بمشهدٍ تراجيدي يتكرر، تُعلن رسميًا ارتفاع عدد قتلى الفيضانات إلى (47) شخصًا، وسط عمليات بحث لا تهدأ، ومشاهد إنسانية تقبض القلب. خلف كل رقم، قصة... وخلف كل ضحية، عائلة لم تنم.
وكانت السُلطات المكسيكية قد أفادت، في وقت سابق، بوفاة (44) شخصًا، إلا أن العدد ازداد بعد ورود تقارير جديدة من الهيئات الحكومية، التي أكدت تسجيل (47) حالة وفاة في أربع ولايات.
من جانبها، أوضحت رئيسة المكسيك، «كلوديا شينباوم»، أن أكثر من خمسة آلاف من العسكريين وعناصر الإنقاذ يُشاركون في عمليات إزالة آثار الكارثة، مُشيرة إلى تجهيز نحو عشرة آلاف حزمة غذائية و(117 ألف لتر) من مياه الشرب لتوزيعها على المتضررين.
وشهدت منطقة «أمريكا الوسطى» بأكملها أمطارًا موسمية غزيرة تسببت في أضرار واسعة. وفي سياق مُتصل، أعلنت رئيسة هندوراس، «سيومارا كاسترو»، حالة الطوارئ في المنطقة العاصمة من البلاد بهدف تقديم المساعدة للسكان وتنظيم عمليات الإنقاذ والإغاثة.
من ناحية أخرى، سُجل زلزال «عنيف» قبالة السواحل الجنوبية الغربية للمكسيك، بقوة (5.8) درجات، بحسب ما أفادت به مراكز الرصد الزلزالي، دون صدور تحذير من «تسونامي».
وفي هذا الصدد، أعلن مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي ( EMSC) اليوم، أنه تم تسجيل هزات أرضية بقوة 5.8 درجات على مقياس ريختر، قبالة سواحل ولاية تشياباس المكسيكية.
ووفقًا لمعلومات علماء الزلازل، وقع الزلزال في الساعة 02:21 بالتوقيت العالمي المنسق (05:21 بتوقيت موسكو) على بُعد 229 كيلومترا جنوب غرب مدينة تاباتشولا، التي يبلغ عدد سكانها 202 ألف نسمة.
وأشار المركز في بيانه إلى أن بُؤرة الزلزال كانت على عُمق تسعة كيلومترات.
ولم ترد من السلطات المحلية حتى الآن، أية أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار.
وتتعرض المكسيك بشكل دوري لهزات أرضية وزلازل متفاوتة القوة والعواقب.
ففي عام 1985 على سبيل المثال، ضرب زلزال عنيف مدينة مكسيكو سيتي. تم في الصباح الباكر يوم 19 سبتمبر تسجيل زلزال بقوة 8.0 درجة . تسبب هذا الزلزال بأضرار جسيمة في مدينة مكسيكو الكبرى، ونجم عنه وفاة ما لا يقل عن 5000 شخص.
على جانب آخر، شهدت «المكسيك»، كارثة جديدة بعد اندلاع حريق في منشأة لعلاج مُدمني المخدرات، أودى بحياة (12) شخصًا، ما يُسلط الضوء على التحديات الأمنية والصحية في مثل هذه المراكز.