في مشهد سياسي مُعقّد، وواقع اقتصادي مُثقل بالهموم، تُبرز الحكومة العراقية بقيادة «محمد شياع السوداني» كلاعب مختلف. لا وعود فارغة، بل إصلاحات هيكلية تُنفّذ على الأرض، بتأنٍّ وثبات. «السوداني» لا يكتفي بالكلام، بل يضع أرقامًا ومسارات وخططًا، ويقول: «أنجزنا خطوات كبرى نحو الإصلاح».
وفي التفاصيل، أعلن رئيس الوزراء العراقي، «محمد شياع السوداني»، أن الحكومة حققت إصلاحات هيكلية مُهمة ولاسيما في «القطاع الاقتصادي»، قائلاً: «انجزنا مشاريع فك الاختناقات المرورية في بغداد والمحافظات، والعاصمة لم تشهد هكذا مشاريع منذ ثمانينات القرن الماضي».
وذكر مكتب السوداني في بيان، «استقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم الأحد، شيوخ ووجهاء عشائر منطقة التاجي شمال بغداد، بحضور النائبة عالية نصيف».
وعبّر «السوداني»، عن «تثمينه لدور النائبة عالية نصيف لاهتمامها وحرصها على متابعة شؤون وقضايا المواطنين»، مُشيرًا إلى أن المجتمع العراقي، بجميع أطيافه، مُتماسك ومُوحد واستطاع أن يتجاوز الفتن الطائفية والقومية والمناطقية بوعي وحكمة مكونات المجتمع، وفي مقدمتهم العشائر العربية الأصيلة.
وشدد رئيس الوزراء على أن «عدم المشاركة في الانتخابات هو تفريط بحق المواطنين في خياراتهم لمن يمثلهم، ولا بُد من المشاركة الفاعلة واختيار الأجدر لكي تستمر مسيرة الاعمار والتنمية»، مُؤكّدًا أن «احتياجات المواطنين كانت ومازالت في مقدمة اهتمام حكومتنا التي كان تشكيلها قبل نحو ثلاث سنوات فرصة لترميم العلاقة بين الدولة والمواطن».
وأوضح السوداني، «عملنا على توفير الخدمات الأساسية ومبادئ العيش الكريم والأمن والاستقرار وشكلنا فريق الجهد الخدمي والهندسي الذي أسهم بخفض الكلفة وسرّع الإنجاز بمناطق لم تشهد أي خدمة منذ سنوات»، مُضيفًا: «انجزنا (511) مشروعًا في بغداد والمحافظات خلال فترة قصيرة من عمر الحكومة، وتمكنا من معالجة المشاريع المتلكئة وعددها (2358) مشروعًا في عموم العراق وبقيمة (131 ترليون دينار)، منها (8) مستشفيات في بغداد».
من ناحية أخرى، في إطار الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى تعزيز علاقات «العراق» الخارجية وترسيخ حضوره الإقليمي، أكد رئيس الوزراء، «محمد شياع السوداني»، تقدير بلاده لسلطنة عُمان قيادةً وشعبًا، مُشددًا على عُمق الروابط التاريخية التي تجمع البلدين.
وفي هذا الصدد، صرّح «السوداني»، بأن العراق يسعى إلى تأسيس دور إقليمي فاعل ومُؤثر، مُشيرًا إلى أن مشروع طريق التنمية يُحقق الترابط بين موانئ عمان وميناء الفاو الكبير وصولاً إلى تركيا وأوروبا.
وقال رئيس الوزراء العراقي في لقاء مع تلفزيون عُمان ضمن زيارته الرسمية إلى السلطنة التي اختتمها أمس الخميس ونشر مكتبه الإعلامي مقتطفات منها: «أقدّم التحية إلى الشعب العماني الشقيق، وأؤكّد حجم التقدير الكبير الذي يحمله الشعب العراقي لأشقائه العمانيين»، مُبينًا، أن «العلاقات بين العراق وعُمان تستند إلى مشتركات تاريخية واجتماعية واقتصادية كثيرة، وفيها محطّات مُشرقة من الدعم والإسناد، والرؤى والمواقف المتطابقة».
وأضاف: «وقّعنا (24) مذكرة تفاهم مشتركة، واتفاقيتين، وهو حجم كبير وبارز، لحدوث انتقالة حقيقية في تاريخ العلاقات الثنائية»، لافتًا إلى «إننا نُؤسس إلى شراكة استراتيجية بين العراق وسلطنة عمان، وتهمنا مساهمتها في بيئة العمل والاستثمار والمشاريع المشتركة، وحركة التنمية في العراق».
وأكد السوداني، أن «مشروع طريق التنمية يُحقق الترابط بين موانئ عمان وموقعها المتميز، وميناء الفاو الكبير وصولاً إلى تركيا وأوروبا»، لافتًا إلى، أن «مذكرة التفاهم المتعلقة بخزن النفط في سلطنة عمان وتنفيذ مشاريع مصافٍ ومجمعات بتروكيمياوية، تحمل أهمية بارزة».
وأشار إلى أن «القطاع الخاص في البلدين، يُمثّل محورًا أساسيًا في الشراكة الثنائية»، مُضيفًا: «إننا وجهنا مؤسسات الدولة بتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، واتفقنا على تقديم كل ما يساعد في توسعة التبادل التجاري، وتعاون القطاع الخاص، وتنفيذ المشاريع المشتركة».
وذكر السوداني، أن «الجانب المُهم من الاتفاقيات يتعلق بالبحث العلمي، ورعاية الشباب، وتأهيل القيادات الإدارية بشكل مُتبادل»، مُوضحًا، أن «مواقفنا متطابقة مع الأشقاء في عمان، ومنهجنا في الساحة الإقليمية يعتمد الحوار والتقريب بين وجهات النظر لإيجاد حلول حقيقية».
وتابع رئيس الوزراء: «وجدت لدى الإخوة في عمان رؤية مُتقاربة، ومسارات عمل واحدة تجاه مختلف القضايا، تستند إلى مبدأ الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية»، مُشيرًا إلى «إننا بذلنا جهدًا كبيرًا في إيقاف العنف، ومنع التجاوز على الحقوق، وحفظ حق تقرير المصير للشعوب، وهو منهج مشترك نؤسس عليه في التعاون مع عمان».
كما أكد، أن «التكامل العربي، سياسيًا واقتصاديًا، هدف نسعى إليه، في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة، ونسعى إلى تأسيس دور إقليمي فاعل ومُؤثر»، مُوضحًا، أن «إرادة الشعوب العربية يجب أن تتوحد لمواجهة الظلم والعدوان، خاصة في قضيتنا الجوهرية؛ القضية الفلسطينية».
ونوه السوداني إلى أن «الاعتداءات في فلسطين فاقت التوقعات، وتجاوزت المحددات، وضربت عرض الحائط كل قواعد القانون الدولي»، قائلاً: «عملنا المشترك يصبّ في صالح تحقيق المواقف المشتركة وتعزيز الاستقرار عبر الحوار، وندعم مبادرات التهدئة ومنع التصعيد».
وفي وقت سابق، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، «محمد شياع السوداني»، يوم السبت، حرص الحكومة على دعم أمن البلد واستقراره، واحترامها لكل الآراء والتوجهات.