في مشهد يُعيد للأذهان أعنف فصول الحرب، اهتزّت مدينة «الفاشر»، غربي السودان، على وقع هجوم عنيف شنّته «قوات الدعم السريع». لكن الجيش السوداني، الذي بدا مُستنفرًا، أعلن صدّ الهجوم، في تصعيد جديد يُنذر بمزيد من الدماء والدمار في دارفور المنكوبة.
وفي هذا الصدد، أعلن «الجيش السوداني»، صد «هجوم عنيف» شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر غربي السودان.
وقالت الفرقة السادسة مشاة بالجيش في بيان صحفي: إنها «تمكنت من صد هجوم عنيف شنّته المليشيا على مدينة الفاشر عند الساعة الرابعة صباحا» (02:00 بتوقيت غرينتش)، مُوضحة أن «قوات الدعم نفذت الهجوم من محورين، هما المحور الجنوبي باتجاه السلاح الطبي، والمحور الشمالي باتجاه مستشفى (اقرأ)، باستخدام المشاة والمركبات القتالية ودبابتين تحت غطاء من القصف بالأسلحة الثقيلة».
وتابعت الفرقة: «تصدت قواتنا لهم ببسالة، وألحقت بهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، حيث تم تدمير دبابة للعدو بطاقمها الحربي وعدد من المركبات القتالية، بينما هلك أكثر من مائة من عناصر المليشيا، وأُصيب آخرون».
وتتصاعد وتيرة المواجهات العسكرية بين «الجيش السوداني وقوات الدعم السريع» في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.
على أرض «الفاشر» التي ارتوت بدماء الأبرياء، ارتفعت أصوات الرصاص والقصف المدفعي مُجددًا، مُسجّلةً مجزرة جديدة بضحايا مدنيين لا حول لهم ولا قوة، بينما ينزف «السودان» جرحه العميق بلا هوادة.
وفي هذا الصدد، قُتل (17) شخصًا وأُصيب (30) آخرون جراء قصف مدفعي عنيف شنته «قوات الدعم السريع» على أجزاء واسعة من مدينة «الفاشر» شمل أحياء سكنية ومراكز إيواء نازحين وأسواقا فضلًا عن المستشفى السعودي
وشهدت عاصمة ولاية شمال «درافور» يومًا داميًا، إذ استيقظ السكان منذ فجر أمس (الجمعة) على دوي انفجارات قوية نتيجة القصف المدفعي الكثيف وأصوات الرصاص بصورة لم يسبق أن شهدتها المدينة من قبل.
وذكرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن «المدينة باتت عبارة عن مشرحة مفتوحة جراء القصف المتتالي بالمدفعية الثقيلة منذ فجر الجمعة».
وقالت «التنسيقية» في بيان على منصة «فيسبوك»: إن «القصف كان عنيفًا ومُتعمدًا وعشوائيًا استهدف المنازل والأسواق والمستشفيات ومراكز إيواء النازحين وغيرها دون تمييز»، مُضيفة: «ظلت القذائف تنهمر كما المطر لا تفرق بين طفل نائم أو أم تتوسل للسماء أن يحمي الله أبناءها، إذ تملأ رائحة الموت الشوارع».
من ناحية أخرى، يشهد إقليم «دارفور» غرب السودان، حالة طوارئ صحية بعد تفشي وباء «الكوليرا» الذي يُهدد حياة آلاف السكان، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة ونقص الخدمات الطبية الضرورية.