حوض النيل

الصومال.. نهضة واعدة رغم الأزمات والحروب

الأحد 12 أكتوبر 2025 - 03:03 م
هايدي سيد
الأمصار

رغم الأزمات المزمنة التي عاشتها جمهورية الصومال الفيدرالية على مدار أكثر من ثلاثة عقود، تبدو ملامح النهضة في هذا البلد الواقع في قلب القرن الإفريقي أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.

وبعد سنوات من الحروب الأهلية والمجاعات، بدأت مقديشو وغيرها من المدن الصومالية تشهد تحولًا كبيرًا في مجالات الأمن والاقتصاد والبنية التحتية، ما يعيد الأمل في بناء دولة مستقرة وقادرة على جذب الاستثمارات الخارجية.

في تصريحات لوكالة الأناضول، أكد صلاح أحمد جامع، نائب رئيس الوزراء الصومالي، أن بلاده شهدت خلال العقد الأخير "تطورًا مهمًا ولافتًا"، موضحًا أن التحسن الملحوظ في العاصمة مقديشو يعكس "تقدمًا حقيقيًا في الأمن والاستقرار" في عموم الأراضي الصومالية، وهو ما يمثل أساسًا لانطلاقة تنموية جديدة.

من جانبه، أشار محافظ مقديشو حسن محمد حسين إلى أن العاصمة أصبحت "ورشة عمل مفتوحة"، بفضل المشاريع الكبرى في مجالات البنية التحتية والتعليم والصحة، مشيرًا إلى أن الحكومة الصومالية تعمل على إعادة إعمار الطرق وبناء الجامعات والمدارس والمستشفيات، في خطوة تعكس عودة الثقة بالحياة المدنية والاستثمار في الإنسان.

كما أوضح وزير العدل الصومالي حسن معلم محمود أن الصومال تجاوز مرحلة النزاعات والصراعات المسلحة، ودخل مرحلة إصلاح شامل تشمل صياغة دستور جديد يعزز حكم القانون، إلى جانب تطوير قطاعات التعليم والصحة والاقتصاد، وهي خطوات جوهرية نحو ترسيخ دولة المؤسسات.

أما وزير الثروة السمكية أحمد حسن آدم فأكد أن الصومال يمتلك "أحد أطول السواحل البحرية في العالم"، مشيرًا إلى أن الموارد البحرية تشكل ثروة وطنية قادرة على رفع مستوى معيشة المواطنين وتحقيق الأمن الغذائي، خاصة مع ازدهار قطاع الصيد والتجارة البحرية في السنوات الأخيرة.

وفي الجانب الاقتصادي، قال حسن آدم حسو، المستشار الاقتصادي لرئيس الجمهورية الصومالي، إن الاقتصاد الوطني نما بمتوسط 4 بالمائة خلال الأعوام الماضية، مدعومًا بتحسن الأمن وعودة القطاع الخاص للنشاط. وأكد أن "الصومال اليوم جاهز للاستثمار الأجنبي، ويملك كل المقومات ليكون مركزًا اقتصاديًا واعدًا في شرق إفريقيا".

كما دعا محمد دوبو، مدير مكتب تحفيز الاستثمار في وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، المستثمرين العرب والأجانب إلى زيارة الصومال لاكتشاف الإمكانات الكبيرة التي تزخر بها البلاد، قائلاً: "الكثير مما يُقال عن الصومال غير دقيق.. نحن اليوم بلد مزدهر ومليء بالفرص الاستثمارية".

ورغم استمرار بعض التحديات الأمنية والتنموية، إلا أن الصومال بات يمثل نموذجًا لدولة تنهض من ركام الماضي بخطوات واثقة نحو المستقبل، معتمدًا على طاقاته البشرية وثرواته الطبيعية وموقعه الاستراتيجي على واحد من أهم الممرات البحرية في العالم.