حوض النيل

الجيش السوداني يكثف غاراته الجوية غرب كردفانفي

الجمعة 10 أكتوبر 2025 - 04:49 م
ابراهيم ياسر
الأمصار

 تصعيد عسكري جديد ضمن النزاع المستمر منذ عامين، شنّ سلاح الجو السوداني صباح الخميس 9 أكتوبر 2025 سلسلة غارات جوية مركزة استهدفت مواقع انتشار قوات الدعم السريع في محيط مدينة النهود بولاية غرب كردفان، وفقاً لمصادر عسكرية ميدانية. وتأتي هذه الضربات في إطار حملة عسكرية تهدف إلى تقويض البنية العملياتية للدعم السريع في المناطق الاستراتيجية غرب البلاد، وسط مؤشرات على تحرك بري وشيك من قبل الجيش السوداني لاستعادة السيطرة على مدن رئيسية في الإقليم.

الغارات الجوية استهدفت مناطق النهود والخوي والحمادي والدبيبات، وهي مواقع تستخدمها قوات الدعم السريع كقواعد لوجستية للتموين والانطلاق نحو العمليات القتالية. وتُعد هذه المناطق نقاط ارتكاز حيوية في خارطة الانتشار العسكري للدعم السريع، ما يجعل استهدافها جزءاً من استراتيجية الجيش لتفكيك خطوط الإمداد وإضعاف القدرة الهجومية للقوات المتمردة.


بحسب مصادر ميدانية  ، أسفرت الغارات الجوية عن تدمير ما لا يقل عن عشر عربات قتالية بكامل تجهيزاتها العسكرية، إلى جانب مقتل عشرات العناصر من قوات الدعم السريع. وأوضحت المصادر أن من بين القتلى جنوداً تم تخريجهم حديثاً من المعسكرات وكانوا يستعدون لتنفيذ هجمات على مواقع سيطر عليها الجيش مؤخراً، بما في ذلك مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، ومنطقة أم صميمة التي انتزعها الجيش في وقت سابق من العام.


الضربات الجوية شملت أيضاً مناطق شرق النهود وصريف عنكوش والمقيسم وغرب الخوي، ما يشير إلى اتساع نطاق العمليات الجوية وتعدد أهدافها التكتيكية. وتُعد هذه الضربات من بين الأشد كثافة منذ بداية النزاع، في وقت يسعى فيه الجيش السوداني إلى فرض واقع ميداني جديد يعزز من تقدمه في غرب كردفان.

في تطور لافت، أفادت المصادر ذاتها بأن الطيران الحربي السوداني نفذ غارة دقيقة على اجتماع لقادة ميدانيين في قوات الدعم السريع غرب منطقة أم صميمة، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن أربعين عنصراً وجرح العشرات، بينهم قيادات ميدانية بارزة. كما تسبب القصف في تدمير عدد من المركبات القتالية التي كانت تستخدم في التنقل والإمداد، ما يُعد ضربة نوعية للبنية القيادية للدعم السريع في المنطقة.


وتأتي هذه الضربة الجوية في سياق عمليات تهدف إلى تفكيك منظومة القيادة والسيطرة داخل قوات الدعم السريع، وإضعاف قدرتها على التنسيق الميداني، تمهيداً لتحرك بري واسع النطاق من قبل الجيش السوداني نحو مدن النهود والخوي.

أكدت المصادر العسكرية أن الهجمات الجوية الأخيرة تهدف إلى تشتيت قوات الدعم السريع في مدينتي الخوي والنهود، وفتح الطريق أمام القوات البرية التابعة للجيش السوداني التي تستعد للتقدم نحو المدينتين. وقد دفع الجيش بتعزيزات عسكرية كبيرة خلال الأيام الماضية، تتوزع على عدة محاور قتالية، في إطار خطة لاستعادة السيطرة على المناطق التي تكتسب أهمية استراتيجية في غرب كردفان.


ويُنظر إلى النهود والخوي باعتبارهما نقاط ارتكاز لوجستي لقوات الدعم السريع، ما يجعل السيطرة عليهما هدفاً محورياً في المعركة الدائرة. وتُعد هذه التحركات جزءاً من استراتيجية أوسع للجيش السوداني تهدف إلى استعادة المدن الحيوية التي تربط بين إقليم دارفور ووسط السودان.

في المقابل، تواصل قوات الدعم السريع محاولاتها للسيطرة على مدينة الأبيض منذ اندلاع الحرب، حيث خاضت مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني في محيط المدينة. وتكتسب الأبيض أهمية استراتيجية بالغة، كونها تربط بين إقليم دارفور وولاية النيل الأبيض، ما يجعلها هدفاً دائماً في حسابات الدعم السريع.

ورغم كثافة الهجمات، لم تتمكن القوات المهاجمة من اختراق دفاعات الجيش، الذي يواصل تمركزه في المدينة ويخوض معارك شرسة للحفاظ عليها. وتُعد الأبيض واحدة من أبرز المدن التي تشهد صراعاً مستمراً على النفوذ العسكري بين الطرفين، وسط توقعات بأن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التصعيد في محيطها.