جيران العرب

وسط ضغوط «ترامب».. توقعات برسوم أمريكية على النرويج بسبب نوبل للسلام

الجمعة 10 أكتوبر 2025 - 07:48 ص
مصطفى عبد الكريم
ترامب و جائزة نوبل
ترامب و جائزة نوبل للسلام - صورة تعبيرية

وسط تصاعد التوترات السياسية، تتجه الأنظار نحو احتمالية فرض الولايات المتحدة برئاسة «دونالد ترامب»، رسوم جمركية إضافية على «النرويج»، وذلك في ظل الضغوط المُتزايدة بسبب «جائزة نوبل للسلام» التي لم تُمنح له حتى الآن.

وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، اليوم الجمعة، بأن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، قد يتجه إلى فرض رسوم جمركية إضافية على «النرويج» في حال عدم منحه «جائزة نوبل للسلام» من قِبل اللجنة المختصة في أوسلو.

ترامب يضغط على أوسلو

وذكرت الصحيفة، أن «أوسلو يجب أن تستعد لإجراءات أمريكية مُحتملة»، مُشيرة إلى أن ترامب، الذي لم يُخفِ رغبته في الحصول على الجائزة، «غالبا ما يلجأ إلى معاقبة من يُثيرون استياءه أو يُخيبون آماله».

وأضاف التقرير، أن البيت الأبيض قد يدعو حلفاء واشنطن إلى التقليل من شراء الغاز والنفط النرويجيين أو تقييد الاتصالات الرسمية مع الحكومة النرويجية، في خطوة تعكس أسلوب الضغط الذي يُفضّله «ترامب» في تعاملاته الدولية.

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن مُقربين من «ترامب» كانوا قد هددوا سابقًا بفرض قيود على منح التأشيرات للنرويجيين، بعد إعلان صندوق التقاعد الحكومي النرويجي عزمه بيع حصته في شركة «كاتربيلر» الأمريكية بسبب استخدام معداتها في هدم منازل الفلسطينيين في قطاع غزة من قِبل السُلطات الإسرائيلية.

نوبل صعبة على ترامب

واستنادًا إلى مقابلات أجرتها «ديلي تلغراف» مع أعضاء سابقين في لجنة نوبل النرويجية، فإن فرص «ترامب» في الفوز بالجائزة محدودة للغاية، في ظل وجود منافسين بارزين من بينهم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، ومنظمة الصحة العالمية، والمحكمة الجنائية الدولية، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

يُشار إلى أن «أسبوع نوبل» افتُتح في ستوكهولم في السادس من أكتوبر، على أن يُعلَن اسم الفائز بجائزة نوبل للسلام اليوم في أوسلو.

قائمة نوبل تضم ترامب

وكانت صحيفة «إل باييس» الإسبانية، قد كشفت في وقت سابق، أن «ترامب» أُدرج على قائمة المرشحين لجائزة نوبل للسلام لعام 2025، مُشيرة إلى أن العام الجاري شهد تقديم (338) ترشيحًا للجائزة، من بينهم (244) فردًا و(94) منظمة.

وعلى الرغم من أن القائمة لا تُنشر رسميًا، إلا أن مصادر مُؤكّدة أشارت إلى وجود الرئيس الأمريكي ترامب ضمن المرشحين، وذلك بناء على تأكيدات مديرة معهد أوسلو لأبحاث السلام.

احتمالات ضعيفة لفوز ترامب

ولم تستبعد مديرة المعهد تمامًا فوز «ترامب» بالجائزة، رغم ترجيحها ضعف احتمالات ذلك، مُشيرة إلى نهجه «التجاري» المُفرط في بدء مفاوضات السلام، إضافة إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقيات العالمية، وحربها التجارية، وتصريحاته المتكررة حول ضرورة ضم «غرينلاند» للأراضي الأمريكية.

يُذكر أن «ترامب»، كان قد صرّح في فبراير الماضي، بأنه يستحق بالفعل الحصول على هذه الجائزة المرموقة، لكنه أكد في نفس الوقت أنه يسعى «لإنقاذ الأرواح، وليس للحصول على الجائزة».

«ترامب» يبحث عن «نوبل».. و76% من الأمريكيين لا يرونه جديرًا بها

«جائزة نوبل للسلام»، التي كثيرًا ما ارتبطت بأسماء شكّلت تحوُّلات في مسار الإنسانية، تحوّلت اليوم إلى هدف سياسي يسعى إليه الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، رغم أن «غالبية الأمريكيين» لا يرون فيه رمزًا للسلام أو من يستحق هذا التقدير.

وبينما يُواصل «ترامب» حملته للفوز بجائزة نوبل للسلام، يُشكك الأمريكيون على نطاق واسع بجدارته لنيل لهذا التكريم.

أغلبية ضد تكريم ترامب

وفي هذا الصدد، أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» بالتعاون مع شركة «إبسوس» هذا الشهر، أن (76%) من الأمريكيين يرون أن «ترامب» لا يستحق الفوز بجائزة نوبل للسلام، مقارنة بـ (22%) يرون العكس.

وقد لا تكون هذه النتيجة مُفاجئة نظرًا لأن مُعظم الأمريكيين لا يُوافقون على أداء ترامب بما في ذلك (60%) ممن أعطوه علامات سلبية لتعامله مع «الحرب بين روسيا وأوكرانيا»، و(58%) ممن لا يوافقون على تعامله مع «حرب إسرائيل مع حماس في غزة».

ويتردد الجمهوريون حول استحقاق ترامب لجائزة السلام، حيث وافق (49%)، بينما رفض (49%) منحه الجائزة.

ولم يُؤيد منح ترامب الجائزة سوى (14%) من المستقلين (و3%) من الديمقراطيين.

تشكيك بجائزة أوباما

هذا ووجد استطلاع الرأي أيضًا أن (54%) يقولون إن الرئيس الأسبق، «باراك أوباما»، لم يكن يستحق جائزة نوبل التي تلقاها في عام (2009).

وأُجري استطلاع رأي «واشنطن بوست - إبسوس» عبر الإنترنت في الفترة من (11 إلى 15) سبتمبر، وشمل (2513) بالغًا أمريكيًا، ويبلغ هامش الخطأ في النتائج الإجمالية نقطتين مئويتين زائد أو ناقص.

واُختيرت العينة من خلال لوحة معلومات «إبسوس» وهي لوحة بيانات مستمرة للأسر الأمريكية، تجمع عبر البريد باستخدام أساليب أخذ العينات العشوائية.

وأصبح الجمهور أكثر تشككًا بعد فوز أوباما بالجائزة في عام 2009، حيث أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب/«يو إس إيه توداي»، أن (61%) يعتقدون أن «أوباما» لم يكن يستحق الجائزة.

ترامب يُطارد نوبل علنًا

ولطالما سعى ترامب علنًا للفوز بجائزة نوبل للسلام، لكن جهوده تصاعدت في الأشهر الأخيرة، حيث كرّر ادعاءه بحل سبعة صراعات حول العالم في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، وفكر علنًا بأن تحقيق اتفاق سلام في أوكرانيا قد يكون أحد مفاتيح الفوز بالجائزة.

ومسألة فوز ترامب بالجائزة متروكة لأعضاء لجنة نوبل النرويجية الخمسة، والذين انتقد ثلاثة منهم على الأقل ترامب علنًا، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الشهر الماضي.

انتقادات أوروبية لسلوك ترامب

وانتقد رئيس اللجنة «يورغن واتن فريدنس»، هجمات ترامب على وسائل الإعلام خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام (2024)، بينما قال عضو آخر في اللجنة في مايو، إن ترامب «يمضي قُدمًا في تفكيك الديمقراطية الأمريكية».

وفي ظل هذا التباين بين الطموح الشخصي ورفض الرأي العام، تبقى «جائزة نوبل للسلام» بعيدة عن مُتناول «ترامب»، ما لم تتغير مواقفه أو تنعكس سياساته داخليًا وخارجيًا.

ترشيح «ترامب» لجائزة نوبل للسلام يُثير اعتراضًا عربيًا

من ناحية أخرى، تصاعدت ردود الفعل العربية الرافضة لترشيح الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، لجائزة نوبل للسلام، حيث اعتبر العديد أن هذا الترشيح لا يعكس الواقع السياسي الإقليمي، ولا يتوافق مع تطلعات الشعوب العربية للسلام والاستقرار.