الهدوء الذي ساد المشهد التجاري بين «واشنطن وبكين» في الأشهر الماضية يبدو أنه ينهار مُجددًا، مع إعلان الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، عن استعداد الولايات المتحدة للرد على «ضوابط التصدير الصينية»، في نبرة تُنذر بصدام اقتصادي واسع النطاق.
وفي هذا الصدد، صرّح دونالد ترامب، بأن إدارته ستتمكن من التعامل مع الآثار المُحتملة لإجراءات «المراقبة التصديرية الجديدة» التي أعلنت عنها «الصين» سابقًا، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الجمعة.
وكانت «وزارة التجارة الصينية»، قد أعلنت في وقت سابق يوم الخميس، أنها ستبدأ تنفيذ مراقبة تصدير مجموعة من السلع المتعلقة بعناصر الأرض النادرة المتوسطة والثقيلة، وبطاريات الليثيوم ومواد الأنود من الجرافيت الاصطناعي، ومعدات التعدين والمعالجة للمعادن الأرضية النادرة، والمواد الخام ومواد القوة الفائقة اعتبارًا من (8) نوفمبر.
وعلّق «ترامب»، على الإجراءات الجديدة لمراقبة الصادرات الصينية خلال اجتماع مجلس الوزراء قائلًا: «لا أعرف بالضبط ما الجديد الذي أضافوه. أنتم لا تعرفون أيضًا ولا أحد يعرف. سمعت للتو بذلك، لكننا سنعرف قريبًا».
وأضاف ترامب: «سيتعامل (وزير الخزانة الأمريكي) سكوت (بيسينت) و(وزير التجارة الأمريكي) هوارد (لوتنيك) مع هذا الأمر. أنا واثق من أننا سنتعامل معه»، مُشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تستورد الكثير من الصين، واقترح أنه سيكون من المفيد تقليل المشتريات.
وفي وقت سابق، أفادت وكالة «بلومبرغ»، بأن الصين تضغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب لرفع القيود التجارية المفروضة على بكين لأسباب تتعلق بالأمن القومي، مُقدمة استثمارات بقيمة (تريليون دولار).
من ناحية أخرى، في حديث أثار الكثير من الجدل، ربط الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، بين العقوبات على «الصين» وفرصة تحقيق حل سلمي للصراع في «أوكرانيا»، مُعتبرًا أن هذه الخطوة قد تُساهم في تخفيف التوترات.
وقال دونالد ترامب، قد يُساعد فرض عقوبات أو رسوم جمركية مُحتملة من قِبل «الدول الأوروبية» على الصين، أكبر مستورد للنفط الروسي، في إنهاء الصراع بأوكرانيا، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الجمعة.
وأعرب «ترامب»، عن اعتقاده بذلك وقال في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، تم بثها يوم الخميس: «لو قامت الدول الأوروبية، على سبيل المثال، بفرض عقوبات أو رسوم جمركية على الصين، أعتقد أن الصراع ربما سينتهي، لأن الصين هي بالتأكيد أكبر مستورد للنفط الروسي».
وفي وقت سابق، حذّر مسؤولون أمريكيون الجانب الصيني، من أن استمرار شراء «النفط الروسي» الخاضع للعقوبات سيُؤدي إلى فرض رسوم جمركية كبيرة.
وقال وزير الخزانة الأمريكي، «سكوت بيسنت»، في ختام يومين من المحادثات التجارية الأمريكية الصينية في ستوكهولم، إن التشريع في الكونغرس الذي يُجيز لترامب فرض رسوم جمركية تصل إلى (500%) على الدول التي تشتري النفط الروسي الخاضع للعقوبات، سيدفع حلفاء الولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوات مُماثلة لقطع عائدات روسيا من الطاقة.
وفي أغسطس الماضي، أصدر الرئيس الأمريكي أمرًا تنفيذيًا بفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات من الهند بنسبة (25%) ردًا على استمرارها في شراء النفط الروسي.
ولكن السُلطات في الصين والهند أكدتا أنهما ستسترشدان بمصالحهما الوطنية فيما يتعلق بسياسة أمن الطاقة، وذلك بعد أن هددت واشنطن بفرض عقوبات على الدول التي تشتري موارد الطاقة الروسية.
من جهة أخرى، مع تصاعد التوتر بين «الولايات المتحدة والصين» على الساحة الدولية، خرج الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، ليُعبّر عن استيائه من طريقة تقييم بكين لدور واشنطن في الحرب العالمية الثانية، مما يُعيد النقاش حول التاريخ وكيفية تذكر الأجيال القادمة لتلك الحقبة.