في مشهد يُعيد رسم ملامح الساحة المُشتعلة منذ أسابيع، صادقت «الحكومة الإسرائيلية»، قبل قليل، على اتفاقٍ لوقف إطلاق النار في «قطاع غزة»... خطوة قد تُمهّد لتحوّل مفصلي في مسار الصراع.
وفي هذا الصدد، أفادت وسائل إعلام عبرية، في أنباء عاجلة، اليوم الجمعة، بأن «الحكومة الإسرائيلية» وافقت على اتفاق إنهاء الحرب في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية خلال (24 ساعة) لتبدأ عملية تبادل الأسرى بعد ذلك.
وأوضحت مصادر إسرائيلية رسمية، بأن الحكومة وافقت، في جلستها الطارئة فجر اليوم الجمعة، على الخطوط العريضة لاتفاق يقضي بإطلاق جميع الأسرى في قطاع غزة، إلى جانب التوصل إلى تسوية تُنهي الحرب المستمرة منذ أشهر.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، أن الحكومة صادقت على «الإطار العام للاتفاق»، في خطوة تعد الأهم منذ اندلاع الأزمة. وبحسب قناة «القناة 12» العبرية، فإن الاتفاق يشمل تفاصيل مُتعلقة بآليات الإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار بشكل متبادل.
إلا أن هيئة البث الإسرائيلية (كان) أشارت إلى أن الوزيرين «إيتمار بن غفير وبيتسئيل سموتريتش» صوتا ضد الاتفاق، مما يعكس انقسامًا داخليًا داخل الائتلاف الحكومي حول شروط الصفقة.
ويأتي هذا التطور بعد مفاوضات مُكثفة بوساطة دولية، في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة الإنسانية المُتفاقمة في غزة، وسط توقعات بأن تُعلن تفاصيل الاتفاق الكاملة خلال الساعات القادمة.
ويبقى تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع هو التحدي الأكبر، وسط ترقّبٍ دوليّ ومحليّ لمدى صمود وقف إطلاق النار في الأيام القادمة.
بينما كان العالم يلتقط أنفاسه على وقع أنباء التهدئة المُرتقبة، استفاق «سكان غزة وخان يونس» فجرًا على صوت القنابل والانفجارات. لم تُمهلهم «نيران الاحتلال» وقتًا للأمل، فبين الركام والأنقاض، تساءل الأهالي: هل كُتب علينا أن نحيا في الفراغ بين الاتفاق والقصف؟
وفي هذا الصدد، شنت «قوات الاحتلال الإسرائيلي»، فجر اليوم الخميس، قصفًا على مدينتي «غزة وخان يونس» بالطائرات والمدفعية على الرغم من الإعلان عن «اتفاق» يُفترض أن يُؤدي إلى وقف حرب الإبادة على القطاع.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن «طائرات الاحتلال» نفذت، فجر اليوم الخميس، قصفًا عنيفًا على المناطق الغربية لمدينة غزة.
وقالت مصادر محلية: إن «إحدى الغارات استهدفت منزلًا في مخيم الشاطئ الذي تعرض في الأسابيع القليلة لقصف عنيف أسفر عن عدة مجازر».
وذكرت قناة «الأقصى» الفضائية، أن مناطق مُتفرقة في مدينة غزة تعرضت لقصف مدفعي إسرائيلي كثيف، وذلك على الرغم من الإعلان عن التوصل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وكانت المدفعية الإسرائيلية استهدفت الليلة الماضية أحياء الشجاعية والتفاح والدرج شرقي المدينة.
وبالتوازي مع القصف الجوي، فجّرت قوات الاحتلال مُدرعة مُفخخة بين المنازل في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى (67 ألفًا و183 شهيدًا) و (169 ألفًا و841 مُصابًا) منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حصيلة جديدة نشرتها وزارة الصحة في غزة يوم الإثنين الماضي.
وهكذا، يعود الفلسطيني في «غزة» إلى معادلة مألوفة: أملٌ يُعلَّق باتفاقٍ هش، وسقفٌ قد ينهار عليه في أي لحظة. فبين هُدنة تُعلَن، وغارات تُنفّذ، يظل المدنيّون وحدهم يدفعون ثمن كل تأخير في وقف حقيقي لإطلاق النار.
بين أنقاض البيوت وآهات الناجين، يُخيم الصمت الحذر على شوارع «غزة» المكلومة. ورغم الأنباء التي تتحدث عن وقفٍ وشيك لإطلاق النار، لا تزال الأرواح المُرهقة تتريّث، بانتظار تأكيد رسمي يُنهي الخوف المزمن. وفي هذا السياق، خرج «المكتب الإعلامي في غزة» بدعوة واضحة: «الحذر واجب.. حتى يُصدر إعلان لا لبس فيه».