أن يُدرج رئيس أمريكي «غزة» ضمن وجهاته المُحتملة، فالأمر ليس عابرًا. «ترامب»، المُثير للجدل كعادته، قالها بوضوح: «زيارة قطاع غزة مُمكنة عند التوجه إلى الشرق الأوسط». فهل هي محاولة لاقتحام ملف طال تجاهله؟ أم مجرد إشارة عابرة لن تُترجم على أرض الواقع؟
وفي هذا الصدد، أعلن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، أنه لا يستبعد زيارة «قطاع غزة»، بعدما أعلن أنه قد يتوجّه إلى «الشرق الأوسط» في نهاية الأسبوع، قائلًا للصحفيين: «نقترب بشدة من التوصل إلى اتفاق في الشرق الأوسط».
وأضاف دونالد ترامب عند سؤاله عما تبقى لإنجاز اتفاق غزة: «إما أن ننهيه أو نُوقّعه»، مُشيرًا أيضًا إلى إمكانية زيارته «مصر» على الأرجح أيضًا.
وكان أعلن «ترامب» أنه قد يتوجّه إلى الشرق الأوسط في نهاية الأسبوع، مُعتبرًا أن المفاوضات الجارية منذ أربعة أيام في مصر لوضع آلية تطبيقية لإنهاء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس «تسير بشكل جيد جدًا»، مُضيفًا: «كل الدول الإسلامية والعربية منخرطة في الأمر وهذا لم يحدث من قبل».
وفي وقت سابق من أمس الأربعاء، دعا الرئيس المصري، «عبدالفتاح السيسي»، نظيره الأمريكي، «ترامب»، لحضور توقيع «اتفاق غزة» في مصر حال التوصل إليه.
بين ركام المنازل وأصوات مناداة الغائبين، وبين دموع الأمهات وصرخات الأطفال، يأتي صوت بارد من خلف المُحيط ليقول ببساطة: «انتهت الحرب في غزة». قالها مصدر أمريكي، ونقلها الإعلام الإسرائيلي.
ونقل الإعلام العبري عن مصدر أمريكي قوله: إن «الولايات المتحدة تعتبر أن الحرب في غزة قد انتهت عمليًا»، في إشارة إلى انخفاض حِدة العمليات العسكرية الإسرائيلية.
لكن هذا التصريح، رغم وقعه الثقيل سياسيًا، يُقابَل في «غزة» بواقع مُغاير. فلا مؤشرات واضحة على نهاية الألم، ولا على بداية مرحلة تُنهي الحصار، أو تُعيد بناء ما دُمّر. المصدر تحدث عن نهاية الحرب، بينما الواقع الميداني ما زال يُنبئ بأزمات إنسانية تتفاقم، ونكبات لا تزال فصولها مفتوحة.
في خضمّ مشهد إقليمي مُشتعل، يمضي الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، في طريق ضيّق محفوف بالتحديات. فأسابيع من التصعيد بلغت ذروتها، فيما تدور خلف الأبواب المُغلقة نقاشات حساسة مع حركة «حماس»، قد ترسم مستقبل الساعات القليلة القادمة... بين احتمال لسلام هش، أو انزلاق حتمي نحو سفك دماء جديد.