أعلنت شبكة أطباء السودان، اليوم الأربعاء، مقتل 12 شخصًا وإصابة 17 آخرين بينهم طبيبة وكادر تمريض، إثر قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مستشفى الفاشر في ولاية شمال دارفور غرب السودان.
وأكدت الشبكة الطبية المستقلة أن القصف استهدف المستشفى بشكل مباشر، ما أسفر عن سقوط ضحايا من الكوادر الطبية والمرضى الذين كانوا يؤدون واجبهم الإنساني في إنقاذ الأرواح.
وقالت الشبكة في بيان رسمي: "استهداف مستشفى يعج بالمرضى والكوادر الطبية يعد جريمة حرب مكتملة الأركان، ويكشف بوضوح عن الاستهتار التام بحياة المدنيين وبالقوانين الدولية التي تحمي المرافق الصحية والعاملين فيها". وأكدت الشبكة أن "قوات الدعم السريع تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا القصف المتعمد"، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التحرك الفوري والعاجل لوقف هذه الانتهاكات وحماية ما تبقى من النظام الصحي المنهار في الفاشر.
ولم يصدر حتى الساعة 11:30 صباحًا بتوقيت غرينتش أي تعليق رسمي من قوات الدعم السريع على البيان، رغم الاتهامات المتكررة من الحكومة السودانية ومنظمات حقوقية ولجان إغاثية باستهداف المدنيين والمناطق السكنية في الفاشر بالقصف المدفعي والطائرات المسيرة.
وتدعي قوات الدعم السريع أنها تتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين أثناء العمليات العسكرية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من سنتين.
ويفرض القائد العسكري لقوات الدعم السريع حصارًا على مدينة الفاشر منذ 10 مايو 2024، رغم التحذيرات الدولية من خطورة التصعيد على المدنيين والعمليات الإنسانية، إذ تعد الفاشر مركزًا رئيسيًا لتقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لولايات دارفور الخمس.
وتشهد السودان حربًا دامية منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليون نسمة، بحسب بيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما أشارت دراسة جامعية أمريكية إلى أن حصيلة القتلى قد تصل إلى نحو 130 ألفًا. ويؤكد الخبراء أن استمرار القصف على المدن والمستشفيات سيزيد من معاناة المدنيين ويهدد الأمن الصحي والإنساني في المنطقة بشكل خطير.
أكد رئيس وزراء السودان كامل الطيب إدريس خلال زيارته الرسمية إلى جمهورية مصر العربية اليوم الخميس، وجود توافق تام بين الخرطوم والقاهرة في مختلف القضايا الوطنية والإقليمية والدولية، مشددًا على أن العلاقات بين البلدين "تسير بثبات نحو شراكة استراتيجية حقيقية