خلال العقد الماضي، عززت الدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي مكانة مصر كوسيط رئيسي في الشرق الأوسط، عبر جهود متوازنة لإدارة ملف غزة، ودعم حل الدولتين، ووقف العدوان، وتثبيت الهدنة، وتعزيز الأمن والسلام في المنطقة.
فمنذ تولي الرئيس السيسي مسؤولية القيادة عام 2014، انتهجت الدولة المصرية سياسة خارجية نشطة وفاعلة تقوم على الاتزان الاستراتيجي والانفتاح المتوازن على مختلف القوى الإقليمية والدولية، ما أعاد لمصر مكانتها كركيزة أساسية للاستقرار في الشرق الأوسط.
وخلال السنوات العشر الماضية، قاد الرئيس السيسي أكثر من 180 زيارة رسمية إلى 62 دولة، جسدت رؤية مصر الثابتة لجعل صوتها مؤثرًا في دوائر صنع القرار الدولي، وترسيخ حضورها كفاعل محوري في القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وفي التعامل مع التطورات في غزة، واصلت مصر — بتوجيهات من الرئيس السيسي — جهودها المكثفة لوقف العدوان الإسرائيلي وتثبيت الهدنة، إلى جانب إطلاق تصور متكامل لإعادة إعمار القطاع، أصبح محل توافق إقليمي ودولي واسع.
كما أعادت التحركات المصرية الزخم إلى مبدأ حل الدولتين، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو المبدأ الذي ظلت القاهرة متمسكة به كأساس لتحقيق سلام عادل وشامل.
وتعكس اللقاءات المتعددة للرئيس السيسي مع قادة العالم تبني مصر لسياسة خارجية قائمة على الحوار والحلول السياسية، مع رفض الاستقطاب، وحماية المصالح الوطنية، وتعزيز التعاون الدولي القائم على الثقة والاحترام المتبادل.
هذا النهج المتزن مكّن مصر من الحفاظ على مكانتها كوسيط رئيسي في أزمات المنطقة، وأسهم في تدعيم دورها التاريخي كقوة سلام واستقرار تعمل على تحقيق الأمن الإقليمي وصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وبذلك تواصل الدبلوماسية الرئاسية المصرية — عبر أدواتها السياسية والميدانية — تأكيد موقع مصر كفاعل محوري في محيطها العربي والإقليمي، يقود تحركاته بثبات نحو ترسيخ الأمن، وتحقيق التنمية، وإعلاء قيم العدالة والسلام في المنطقة والعالم.
يعكس التنوع الموضوعي والجغرافي للزيارات الخارجية التي أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال السنوات الماضية، حجم الحضور المصري المتنامي على الساحتين الإقليمية والدولية، في مرحلة دقيقة تشهد تحولات كبرى في المشهدين السياسي والاقتصادي العالمي.
فقد شملت تحركات الرئيس 87 زيارة رسمية ثنائية، و82 زيارة للمشاركة في فعاليات متعددة الأطراف، إلى جانب 12 زيارة دولة، بما يعكس نشاطًا دبلوماسيًا غير مسبوق يهدف إلى توسيع دوائر التعاون، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع مختلف القوى الإقليمية والعالمية.
وتظهر خريطة الزيارات الرئاسية امتدادًا جغرافيًا واسعًا، شمل دولًا ومناطق لم يسبق لرئيس مصري زيارتها من قبل، إذ كان الرئيس السيسي أول من زار دولًا مثل غينيا الاستوائية، وسنغافورة، ورواندا، والجابون، وفيتنام، وكوت ديفوار، وجيبوتي، وأرمينيا، وموزمبيق، ما يعكس توجهًا مصريًا نحو الانفتاح على دوائر جديدة من التعاون في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
كما أظهرت البيانات أن المنطقة العربية حظيت بأولوية خاصة ضمن التحركات الخارجية للرئيس، إذ بلغت 70 زيارة من إجمالي 181 زيارة، بما يعكس عمق الروابط المصرية العربية وحرص القاهرة على دعم العمل العربي المشترك وتعزيز التنسيق الإقليمي.
وفي الوقت ذاته، أولت الدولة اهتمامًا خاصًا بتعزيز التواجد المصري في القارة الأفريقية، حيث شهدت القارة 37 زيارة رئاسية إلى 20 دولة أفريقية، دعمًا لمسار الشراكة والتكامل مع الأشقاء في القارة الأم.
ويُعد هذا الجهد التوثيقي شاهدًا على التكامل بين مؤسسات الدولة المصرية في خدمة المصالح الوطنية، والدفاع عن الثوابت التاريخية للدبلوماسية المصرية القائمة على التوازن والانفتاح والتعاون.
كما يجسد التزام القاهرة بربط الداخل بالخارج عبر رؤية متكاملة تحقق الأمن والاستقرار والسلام والتنمية، وتؤكد استمرار الدور المصري الفاعل في محيطه الإقليمي والدولي.