وسط صخب الحياة في قلب «مدريد»، تهاوى مبنى بشكل مأساوي، مُخلفًا وراءه أربعة أرواح فقدت حياتها، ليترك الحادث أثرًا عميقًا من الحزن والخوف في أوساط سكان العاصمة الإسبانية.
وفي هذا الصدد، لقي (4) أشخاص مصرعهم بعدما انهار مبنى قيد الترميم في وسط العاصمة الإسبانية «مدريد»، حسبما أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية الرسمية «آر تي في إي» صباح اليوم الأربعاء.
وأكدت خدمات الطوارئ أنه تم انتشال جميع الجثث.
وكان قد تم العثور على جثتين بين الأنقاض، بعد نحو عشر ساعات من وقوع الحادث، بحسب ما صرّح به عمدة المدينة «خوسيه لويس مارتينيز ألميدا».
وذكرت «آر تي في إي»، أن جثتين أخريين تم العثور عليهما وانتشالهما قبيل الساعة الثالثة فجر الأربعاء.
وكانت السُلطات الإسبانية أعلنت في البداية فقدان أربعة أشخاص، ثلاثة رجال وامرأة، تبين لاحقًا أنها المهندسة الرئيسية المشرفة على المشروع. كما أُصيب ثلاثة عمال في الحادث، أحدهم بكسر في الساق واثنان بجروح طفيفة.
على صعيد آخر، وسط تصاعد التوترات في المنطقة، أعلنت «إسبانيا» التزامها الكامل بالدفاع عن «أسطول الصمود العالمي» المُتجه إلى قطاع غزة، مُحذّرة «إسرائيل» من عواقب أي محاولة للتصدي له. هذا الموقف يعكس دعم مدريد للحق في التضامن مع «الشعب الفلسطيني» ورفض التصعيد العسكري.
وفي هذا الصدد، صرّح وزير الخارجية الإسباني، «خوسيه مانويل ألباريز»، أن بلاده سترد على أي إجراء إسرائيلي ضد «أسطول الصمود» المتجه إلى قطاع غزة وعلى متنه الناشطة السويدية، «غريتا ثونبرغ»، حسبما أفادت وكالة «نوفوستي» الروسية، اليوم الثلاثاء.
وجاء في بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية الإسبانية، أن الوزير أكد أن «إسبانيا سترد على أي عمل ينتهك حرية التنقل وحرية التعبير والقانون الدولي».
وأشار «ألباريز»، إلى الطابع السلمي والإنساني للمبادرة التي أنطلقت من برشلونة. ونوه بأن مدريد تُوفر الحماية الدبلوماسية والقنصلية لجميع أعضاء الأسطول الإسبان. كما كلّف وزير الخارجية السفير في تونس بالتحقيق في ملابسات الهجوم الأخير بطائرة مُسيّرة على سفن الأسطول في المياه التونسية.
وفي وقت سابق، أصدرت إسبانيا، إلى جانب (16) دولة أخرى، بيانا أعربت فيه عن قلقها بشأن سلامة المشاركين في الأسطول، ودعت إلى الامتناع عن أي أعمال غير قانونية أو عنيفة ضدهم.
وذكرت الوثيقة بأن انتهاكات القانون الدولي، بما في ذلك الهجمات على السفن في المياه الدولية أو الاحتجاز غير القانوني، من شأنها أن تستلزم المسؤولية.
وحاولت سفن «أسطول الحرية» كسر الحصار عن قطاع غزة عدة مرات دون أن تنجح في الوصول إلى القطاع المحاصر. على سبيل المثال، في يونيوكانت سفينة «مادلاين» متجهة إلى غزة وعلى متنها (12) ناشطًا وصحفيًا، من بينهم الناشطة المناخية السويدية «غريتا ثونبرغ»، لكن القوات الإسرائيلية اعترضتها في المياه الدولية، واحتجزت طاقمها ورحّلته. وفي يوليو ، لاقت سفينة «حنظلة» المصير نفسه، وكان على متنها (21) ناشطًا من (12) دولة.
من ناحية أخرى، ردّت «إسرائيل» بلهجة غاضبة على ما وصفته بالدعم العلني من جانب «الحكومة الإسبانية» للتظاهرات المُؤيدة لفلسطين، مُعتبرة أن هذا الموقف يُمثّل انحيازًا صارخًا ويُشكّل مساسًا بعلاقات الدولتين، وسط تصاعد الانتقادات داخل حكومة الاحتلال.