وقّعت الجزائر وتونس على الاتفاق الحكومي المشترك للتعاون في مجال الدفاع، في خطوة وُصفت بأنها محطة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وتعكس الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون العسكري الثنائي.
وجاء التوقيع خلال زيارة عمل قام بها وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي إلى الجزائر على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، حيث استقبله الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بمقر الأركان العامة للجيش.
وخلال اللقاء، استعرض الجانبان فرص التعاون العسكري والتنسيق الأمني بين البلدين، وبحثا سبل تطوير التعاون المشترك في القضايا ذات الاهتمام المتبادل، إلى جانب مناقشة التحديات الأمنية الإقليمية الراهنة وتبادل وجهات النظر بشأنها.
وفي كلمته الترحيبية، أكد الفريق أول السعيد شنقريحة أن الجزائر وتونس تتشاركان روابط جغرافية وتاريخية وحضارية عميقة، وتجمعهما تطلعات مشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وبناء اقتصادات قوية تحقق التنمية المستدامة.
وأضاف شنقريحة أن العلاقات المتميزة بين البلدين تكتسي طابعًا استراتيجيًا يظهر في القواسم المشتركة والحوار المستمر والتنسيق البنّاء بين القيادتين، مشددًا على أن الجزائر، تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، تحرص على تعزيز علاقاتها مع تونس في مختلف المجالات، خاصة في مجالي الدفاع والأمن.
وبحسب بيان وزارة الدفاع الجزائرية، فإن الاتفاق الموقّع يُعد خطوة مهمة نحو توطيد التعاون العسكري وتطوير القدرات المشتركة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل إضافة نوعية في مسار العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.
أشاد وزير الدولة الجزائري للشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطّاف، بالموقف “المبدئي والمشرّف” لجمهورية سلوفينيا إزاء القضية الفلسطينية، مثمناً قرارها الاعتراف بدولة فلسطين كواحدة من أوائل الدول الأوروبية التي اتخذت هذه الخطوة، وهو ما أسهم في رفع عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى 159 دولة حول العالم.
وجاءت تصريحات الوزير خلال افتتاح أشغال اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية–السلوفينية، التي ترأستها مناصفة مع نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية السلوفينية، تانيا فايون. كما أعرب عطّاف عن تقدير الجزائر لموقف سلوفينيا الثابت من القضية الصحراوية ودعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، انسجامًا مع مبادئ الشرعية الدولية.
وأكد الوزير أن الجزائر تعتز بمكانتها كشريك موثوق وآمن في مجال تزويد سلوفينيا بالطاقة، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين توسع ليشمل قطاعات استراتيجية واعدة، مثل الذكاء الاصطناعي، واقتصاد المعرفة، وتكنولوجيات الفضاء، والفلاحة، والصناعة الصيدلانية، والصحة، وتكوين الموارد البشرية، بالإضافة إلى النقل الجوي والبحري.
وأوضح عطّاف أن إنشاء اللجنة الحكومية المشتركة يمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات الثنائية، من خلال تأطير التعاون وتحديد أولوياته لضمان استدامته وتحقيق نتائج ملموسة تخدم مصالح البلدين.
وأشار إلى الحركية غير المسبوقة التي عرفتها العلاقات الجزائرية–السلوفينية خلال العامين الأخيرين، والتي تجلت في تبادل مكثف للزيارات على المستويات العليا، منها زيارة رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون إلى لوبليانا، والزيارة الرسمية للوزير الأول السلوفيني روبرت غولوب إلى الجزائر، إضافة إلى الزيارات البرلمانية والقطاعية المتبادلة.