أكد المعهد الوطني للرصد الجوي في تونس أن صيف عام 2025 يُعد من بين أكثر الفصول حرارة التي شهدتها البلاد منذ سنة 1950، مسجلاً ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة على امتداد أشهر الموسم. وجاء ذلك في النشرة المناخية الموسمية الصادرة عن المعهد، والتي رصدت تطورات الطقس ومعدلات الحرارة في مختلف مناطق الجمهورية.
وأوضح التقرير أن معدل درجات الحرارة خلال صيف 2025 بلغ 28.8 درجة مئوية، أي بزيادة قدرها 1.2 درجة عن المعدل المرجعي، وهو ما جعل هذا الموسم يحتل المرتبة التاسعة ضمن أكثر فصول الصيف حرارة منذ منتصف القرن الماضي. وأشار المعهد إلى أن موجات الحرّ كانت طويلة ومبكرة هذا العام، حيث بدأت في النصف الأول من شهر يونيو واستمرت حتى أواخر أغسطس، مع تسجيل ذروات تجاوزت 45 درجة مئوية في عدد من المناطق الداخلية.
وبيّن خبراء الرصد الجوي أن هذه الزيادات الحرارية تتماشى مع التحولات المناخية العالمية التي تشهدها المنطقة، والتي أدت إلى اضطرابات متكررة في الأنماط المناخية المعتادة، منها تأخر الأمطار وارتفاع الرطوبة في السواحل الشرقية. كما أكدوا أن تأثيرات التغير المناخي أصبحت ملموسة بشكل واضح في تونس، من حيث ازدياد وتيرة الموجات الحارة وتقلّص فترات الاعتدال الحراري.
وشهدت محافظات مثل القيروان وقفصة وسيدي بوزيد أعلى معدلات الحرارة خلال الصيف، في حين سجّلت المدن الساحلية مثل سوسة وصفاقس درجات أقل نسبيًّا لكنها ظلت فوق المعدلات المعتادة. وأوصى المعهد بضرورة تعزيز استراتيجيات التكيّف مع المناخ، خاصة في القطاعات الفلاحية والمائية، للتقليل من آثار موجات الحر على الإنتاج الزراعي والمخزون المائي.
ويُذكر أن تونس، كبقية بلدان شمال إفريقيا، تواجه تحديات متزايدة بسبب تغيّر المناخ، حيث تُسجّل خلال السنوات الأخيرة فترات جفاف طويلة وارتفاعًا مطّردًا في درجات الحرارة، ما يستدعي تعزيز جهود الحماية البيئية والتخطيط المناخي المستدام.
في خطوة غير مسبوقة على الصعيدين الوطني والإقليمي، تفتتح كلية الطب بالمنستير مركزا للصحة النفسية والجسدية وهو مشروع رائد يهدف إلى تقديم رعاية شاملة ومتجددة لأطباء المستقبل.