كشف مصدر رسمي تركي، أن رئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم كالين سيشارك غدًا في مفاوضات غزة المقررة عقدها بمدينة شرم الشيخ المصرية، في إطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
وأوضح المصدر، أن مشاركة تركيا في هذه الجولة تأتي تأكيدًا على دورها المتنامي في ملفات الوساطة الإقليمية، وحرصها على دعم المساعي التي تقودها القاهرة بالتنسيق مع واشنطن والدوحة من أجل إنهاء الحرب المستمرة في القطاع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأضاف أن إبراهيم كالين، الذي يقود جهاز الاستخبارات منذ عام 2023، سيجري خلال وجوده في شرم الشيخ مباحثات جانبية مع نظرائه المصريين والأمريكيين والقطريين، لبحث تطورات الوضع الميداني في غزة وسبل تهيئة الأجواء للتوصل إلى اتفاق دائم يشمل تبادل الأسرى وفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
وبحسب المعلومات الأولية، ستركز المفاوضات المرتقبة على آليات تنفيذ هدنة طويلة الأمد، وإقامة ترتيبات أمنية جديدة في القطاع، إضافة إلى بحث مستقبل إدارة غزة بعد وقف القتال، وسط ضغوط أمريكية متزايدة لإطلاق عملية سياسية واسعة بمشاركة السلطة الفلسطينية.
وتأتي هذه التحركات في وقت تتكثف فيه جهود الوساطة بين أنقرة والقاهرة، بعد تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الأشهر الماضية، حيث أكد الرئيسان رجب طيب أردوغان وعبد الفتاح السيسي في اتصالات سابقة على أهمية التعاون في الملف الفلسطيني ودعم أي مسار يضمن السلام العادل وحقوق الشعب الفلسطيني.
ويرى مراقبون أن مشاركة إبراهيم كالين في مفاوضات شرم الشيخ تمثل إشارة قوية إلى عودة تركيا لاعبًا أساسيًا في التوازنات الإقليمية، خصوصًا في ظل رغبة أنقرة في المساهمة بدور فاعل في إعادة إعمار غزة وضمان الاستقرار في شرق المتوسط.
أعلنت وزارة الخارجية التركية، أن 36 مواطناً تركياً من المشاركين في أسطول الصمود العالمي، الذي اعترضته القوات الإسرائيلية في المياه الدولية، من المنتظر أن يعودوا إلى البلاد على متن رحلة خاصة بعد ظهر اليوم.
وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة "رويترز" إن "الرحلة ستقلّ على متنها مواطنين من دول أخرى إلى جانب الأتراك"، مشيرة إلى أن "العدد النهائي للمشاركين الذين سيعودون لم يُؤكد بعد، فيما تتواصل الإجراءات القنصلية لتأمين عودة جميع المواطنين في أقرب وقت ممكن"