سجلت كندا ثاني أكبر عجز تجاري في تاريخها، بلغ 6.3 مليار دولار كندي (نحو 4.5 مليار دولار أميركي) خلال شهر أغسطس، نتيجة انخفاض صادرات الذهب وارتفاع وارداته، وفق ما أعلنت هيئة الإحصاء الكندية يوم الثلاثاء.
وأظهرت البيانات الرسمية أن إجمالي الصادرات الكندية تراجع بنسبة 3% في أغسطس، وهو أول انخفاض منذ أربعة أشهر، في حين ارتفعت الواردات بنسبة 0.9%. وشهدت ثمانية من أصل أحد عشر قطاعاً تصديرياً تراجعاً في الأداء، متأثرة بشكل رئيسي بتقلبات سوق الذهب.
وأوضحت هيئة الإحصاء أن صادرات الذهب غير المشغول انخفضت بنسبة 11.8% خلال الشهر، بينما كانت الواردات الإجمالية ستتراجع بنسبة 1% لولا الزيادة الكبيرة في واردات الذهب.
وفي المقابل، انخفضت الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة، وهي الشريك التجاري الأكبر لكندا، بنسبة 3.4% أيضاً بسبب تراجع مبيعات الذهب، ما أدى إلى تقلص الفائض التجاري مع واشنطن إلى 6.4 مليار دولار كندي مقارنة بـ7.4 مليار دولار كندي في يوليو الماضي.
يُذكر أن الاقتصاد الكندي يعاني تباطؤاً واضحاً منذ الربع الثاني من العام الجاري، حيث انكمش بنسبة 1.6% متأثراً بالتوترات التجارية بين كندا والولايات المتحدة. وكانت الصادرات الكندية قد قفزت في الربع الأول بفعل تسارع الشحنات قبل فرض الرسوم الأمريكية، لكنها تراجعت لاحقاً مع دخول هذه الرسوم حيز التنفيذ.
ومن المنتظر أن يعقد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني اجتماعاً في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمناقشة تداعيات الحرب التجارية ومحاولة التوصل إلى تفاهمات جديدة تدعم استقرار التجارة الثنائية بين البلدين.
ويأتي هذا العجز الكبير ليعكس هشاشة الميزان التجاري الكندي أمام التقلبات العالمية في أسعار الذهب، إضافة إلى تحديات النمو الاقتصادي وضعف الطلب الخارجي، ما يعزز التوقعات باتجاه الحكومة الكندية نحو إجراءات تحفيزية جديدة لدعم الصادرات وتنويع مصادر الدخل.
حافظت أسعار العملات الأجنبية على استقرارها المرتفع مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي في السودان اليوم الثلاثاء.